رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسيقظت منذ أيام على مكالمة تليفون مجهولة قبل أذان الفجر، الصوت الذى رد عليّ، لم يقل أكثر من جملة: يا عم أنت لسه عايش، بتكتب وتضحك وتسمع موسيقي وتستمتع بالشمس.

أُغلق الهاتف، وتصورت أنها مجرد مداعبة، يلجأ إليها بعض الأصدقاء أحيانا، نهضت من الفراش، وقمت بصنع كوب شاي، وانتظرت كى أصلى ركعتي الفجر، وأستمتع بضوء الشمس مع أبخرة الشاي.

إلا أن الشمس لم تظهر، ساد الظلام، ارتديت ملابسى وخرجت من البيت، وما إن تحركت فى الشارع، حتي وجدت الناس تسير دون رؤوسها، كل الناس تسير دون رؤوسها، صدمت بشدة ولم أستطع الكلام، حاولت أن استفسر عن سبب اختفاء رؤوس الناس، لكني اكتشفت أن من لا يملك رأسًا لا يملك عينين أو أذنًا، ولن يستطيع الرد.

نظرت فى الساعة، وجدتها وقد قاربت على الثامنة، ويجب أن أستقل الأتوبيس للذهاب إلى العمل سريعا، الظلام شامل، والأتوبيس جاء مكتظا بالركاب، وقفت أمسك بيد القضيب العلوي وباليد الأخري مسند أحد المقاعد، جميع الركاب دون رؤوسها، والسائق أيضا، حتي السائقون فى السيارات الأخري يقودونها دون رؤوسهم.

وكلما قطعنا مسافة للاقتراب من العمل، أجد مجموعات من الجنود المدججة بالسلاح تقف فى كل مكان: وسط الميادين وعلى نواصي الشوارع وبدايات ونهايات الطرق.

توقف الأتوبيس وألقي بي على الرصيف بالقرب من مكان العمل، هرولت كي ألحق الدقائق الاخيرة قبل إغلاق دفتر الحضور والانصراف، إلا أنني فوجئت بمن يسد الطريق عليّ، مجموعة من الجنود يحيطون بي، ويقتادونني للبيه الضابط الجالس على أول الشارع، يدخن سيجارته ويغرقه بالدخان الكثيف، صفعني الضابط بالقلم وأخبرني بأنني متمرد، وأن وجود رأسي بهذا الشكل سوف يثير كثيرا من المشكلات، وأن سيري فى الطرقات بهذا الرأس معناه التمرد على كل القوانين والدستور والأوامر، ثم أخبرني بأنني عاصٍ لأنني لم أخلع رأسي، أخبرني بأنه يوجد فرق بين الرأس والحذاء، وأن الحذاء فقط هو الذي يخلع ويلبس ايضا، انفجر الضابط فى الضحك بشدة هو والجنود، وألقي فى وجهى بالسيجارة، حاولت أن اخبره بأن الشمس لم تشرق اليوم، وأن أساله أين ذهبت رءوس الناس؟، لكني خشيت أن يأمر الجنود بضربي مرة أخري.

أشار للجنود بأن يأخذوني للمشنقة، كانت المشنقة منصوبة بالقرب من المكان، وبعض الحبال متدلٍ منها بعض الرؤوس التى تصرخ وبعضها يبكي وبعضها يضحك، تم تعليق عنقي فى انشوطة المشنقة، وتم قطع رأسي، والذى سقط على الارض وتدحرج حتي توقف أسفل أقدام الضابط، قذف بقدمه رأسي بقوة كالكرة، وتبادل مع جنوده اللعب برأسي، ثم قذفه بقوة ليطير فى السماء ويرتفع عاليا ويجلس مكان قرص الشمس، حينئذ بدأت فى الضحك، بينما ظلام الشمس ظل سائدًا.

[email protected]