رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أحوالنا

ونحن نعيش الآن عصر المعلومات فى هذه القرية الكونية التى تشكلت بفضل منظومة الاعلام التى تعتمد على وسائل الاعلام الجماهيرية من إذاعات مسموعة ومرئية وصحافة مقروءة وأقمار صناعية وأجهزة كمبيوتر بأشكالها المختلفة وتطوراتها اللاحقة التى استقرت فى اجهزة لوحية وتليفونات نقالى او موبايلات، بات انتشار المعلومات من اقصى ركن فى المعمورة الى اقصى الركن الآخر يتم فى التو واللحظة. وتنتشر هذه المعلومات على هيئة نصوص مكتوبة مدعمة بصور ساكنة او صور فيديو متحركة. ومع زيادة حجم المعلومات المتداولة على مستوى العالم زادت عمليات تزييف المعلومات وصناعة الاخبار الكاذبة والمضللة. وقد ساهمت وسائط الاعلام الاجتماعية بقدر وافر فى انتشار الاخبار الزائفة والمغلوطة نظرا لمشاركة اعداد كبيرة من الجماهير فى تحرير المعلومات وعدم خضوعها الى اى تدقيق او مراجعة مثلما يحدث فى وسائل الاعلام التقليدية. وعادة ما يجرى دعم هذه المعلومات الزائفة بصور يتم تغيير محتواها عن طريق برنامج (الفوتوشوب) حتى يسهل تأكيد صدقها. وقد انطلت مثل هذه الألاعيب على الجماهير فى شتى أرجاء العالم وانتشرت بينهم اخبار لا تزيد على كونها شائعات.

ان اختلاق المعلومات المغلوطة او العمل على بثها ليس جديدا علينا فى مصر او على مستوى العالم. وقد تضمنت البرديات واللوحات الجدارية التى تعود الى العصر الفرعونى مثل هذه المعلومات التى ينسب فيها أصحابها لأنفسهم انتصارات وامجادا وهمية او من صنع غيرهم من القادة والملوك. وفى العصر الحديث رأينا كيف أسس جوزيف جوبلز وزير الدعاية فى حكومة أدولف هتلر النازية فى المانيا مدرسة إعلامية تعتمد على اختلاق الأكاذيب ونشرها بين الجماهير لحثهم على الالتفاف حول هتلر داخليا والعمل على هدم الروح المعنوية لجماهير الأعداء فى الخارج، وهو صاحب الشعار الشهير «اكذب حتى يصدقك الناس». وهو يعتمد على اختلاق الاكاذيب وترديدها مرات عديدة الى ان يصدقها الناس. ومن الأقوال المأثورة عنه أيضاً « كلما سمعت كلمة ثقافة او مثقف تحسست مسدسى».

وسر ذلك ببساطة ان لون الدعاية الذى كان يتقنه جوبلز كان يعتمد على استمالة العواطف وإثارة المشاعر الامر الذى لا ينطلى ببساطة على المثقفين. وفى مدرسة جوبلز نشأ وترعرع العديد من زعماء العالم وأقطاب الإعلام الذين احترفوا الكذب وترديده بصورة اقنعت الجماهير خاصة البسطاء بصدق ما يقولون.  والى عهد قريب كان يعتقد ان مثل هذه الممارسات مقصورة على دول العالم الثالث النامية. الا اننا اصبحنا نتابع مؤخراً ادعاءات بنشر اكاذيب فى الدول المتقدمة. فعلى سبيل المثال اتهم الرئيس الامريكى دونالد ترامب الاعلام الامريكى ممثلا فى كبرى المؤسسات مثل صحيفة النيويورك تايمز وشبكة CNN الإخبارية وصحيفة الواشنطن بوست بنشر اخبار كاذبة لتشويه صورته والإضرار بسمعته. وقد تصاعدت حالة العداء بين الرئيس والمؤسسات الإعلامية الى درجة منع هذه المؤسسات من حضور مؤتمر إعلامى للرئاسة. ولم يقتصر الأمر على منع مؤسسات بذاتها من حضور المؤتمر، ولكن عقد المؤتمر الصحفى ذاته لم يعد منتظما كعادته، فقد مر اسبوع كامل حتى كتابة هذا المقال دون ان يعقد المؤتمر الصحفى اليومى للبيت الابيض. واذا كان المؤتمر الصحفى مهمًا فى الظروف العادية فان الحاجة ماسة اليه فى الوقت الراهن الذى تتطاير فيه الاخبار المهمة التى تحمل اتهامات يوجهها الرئيس الامريكى ترامب الى الرئيس السابق باراك أوباما بالتجسس عليه فى برج ترامب فى نيويورك اثناء حملته الانتخابية. وقد نفى أوباما من خلال المتحدث الرسمى باسمه حدوث ذلك. وسوف تكشف الايام المقبلة حقيقة هذا الأمر. ولا يقتصر الخلاف بين الاعلام ومؤسسات الحكم على ما يجرى فى امريكا ولكننا تابعنا فى مصر ما جرى من تحقيق مع الصحفى والاعلامى الكبير ابراهيم عيسى لاتهامه بالإساءة لمجلس النواب، وهى تهمة تتعلق بالرأى وليس بإشاعة اخبار كاذبة وهى التهمة الموجهة الى مؤسسات إعلامية أمريكية.