رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

لو سألت عددًا من طلاب قسم الجغرافيا فى أى كلية آداب عن «موريشيوس»، لن تجد أحدًا لديه معلومات عنها، وإن وجدت من يعرف أنها دولة فى إفريقيا، ربما لا يعرف أين تقع. وإذا وجهت ذات السؤال لأحد فى الشارع ربما تكون الاجابة سبابًا وشتيمة، ظنًا أنك تتهكم أو تهلس أو تصور حلقة لبرنامج الكاميرا الخفية.. وهذه المقدمة الطويلة أسوقها لأؤكد بها أننا متخلفون.. نعم متخلفون فى التعليم، ولو أننا مثل الموريشيوسيين، لكان حالنا أفضل بكثير، ولو أننا نظرنا جنوبًا ليكون لنا قدوة ومثلاً فى التعليم والتنمية لكان أفضل من النظر إلى اليابان وكوريا وماليزيا وتركيا، وهى دول بدأنا معها جميعًا مشوار التنمية الشاملة بعد الحرب العالمية الثانية، غير أن هذه الدول انطلقت فى طريق التنمية، وبقينا نحن نمهد لهذه التنمية طريقا لم نتمه منذ عقود، وبقى حالنا على ما هو عليه.

وفى جنوب شرق قارتنا «افريقيا» تقع جمهورية «موريشيوس». وهى عبارة عن مجموعة جذر من المحيط الهندى بالقرب من «مدغشقر»، وسكانها ينحدرون من أصول آسيوية وإفريقية وأوروبية، ففيها «الفرنسيون، والبرتغال والإنجليز والعرب والهنود والصينيون» وإذا سألتنى لماذا «موريشيوس» التى تراها نموذجًا يحتذى، أبادرك فورًا وأقول: لأنها فى ذات القارة التى نسكنها وظروفها إلى حد كبير مشابهة لظروفنا، وقد استطاع الموريشيوسون أن يتوحدوا حول هدف واحد رغم أصولهم ودياناتهم وثقافتهم المختلفة، وجعلوا التعليم فى مقدمة أولويات «الحياة».. ومع نجاحهم فى التعليم تحسنت كل الأحوال، وصار اقتصادهم الذى كان يعتمد فقط على سكر القصب اقتصادًا متنوعًا جذب استثمارات أجنبية، وحولها إلى دولة مصدرة للغذاء، والمنسوجات والملابس والتكنولوجيا وخدمات «التعهيد»، وحولوا دولتهم إلى منطقة جذب سياحى.. وتعرضت «موريشيوس» للاحتلال البرتغالى والهولندى والفرنسى والإنجليزى مثلنا، ونالت استقلالها عام 1968، لذلك أرى فى «موريشيوس» مثلا يحتذى به، إذا أردنا مثلا.. والتعليم فى «موريشيوس» مجانى تمامًا، وإلزامى حتى سن 16 عاماً، وتلتزم الدولة بتقديم الخدمات التعليمية مجانًا للتلاميذ، وتلتزم بنقلهم من مقار اقامتهم إلى مدارسهم مجانا، وتقدم لهم تأمينًا صحيًا شاملاً يضمن لهم رعاية طبية وعلاجية كاملة.. وتقدم الجامعات منحًا دراسية مجانية للعديد من الدارسين من مختلف الدول الافريقية.. واستطاع التعليم أن يذيب الفوارق العرقية بين أفراد الشعب المتعدد الأصول والأديان.. ورغم أن المسلمين لا يمثلون أكثر من 18% من عدد السكان، إلا أنهم اختاروا سيدة مسلمة لتكون رئيسة للبلاد، وهى أمينة غريب المتخصصة فى العلوم البيولوجية والنبات.. وانطلقت موريشيوس بفضل التعليم فى مختلف المجالات وصار متوسط دخل الفرد فيها حوالى 20 ألف جنيه مصرى.. وأصبحت مثلاً، ونحن مازلنا ندرس لأبنائنا بعض الجهل وكثيراً من التفاهات فى نظام تعليمى فاشل.

[email protected]