رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أحوالنا

كان الرئيس الامريكى دونالد ترامب الحاضر الغائب فى حفل توزيع جوائز الأوسكار فى دورته التاسعة والثمانين التى جرت فى لوس انجلوس مساء الأحد الماضى، وامتدت وقائعها حتى الساعة السابعة والربع من صباح الاثنين بتوقيت القاهرة. وعلى الرغم من عدم ملائمة توقيت الحفل لمتابعته على الهواء، الا اننى وجدتنى مشدودا الى متابعته حتى النهاية، ولم اندم. فقبل بداية الحفل كانت هناك اللقاءات التى يجريها المذيعون مع نجوم الأوسكار ومهرجان الأزياء التى يرتدونها وتحمل اسماء وماركات اشهر المصممين الذين يتبارون فى تقديم خطوط الموضة للمستقبل. وعند دخول قاعة الاحتفال الذى انفردت بنقل وقائعه شبكة ABC الامريكية وقدمه النجم الكوميدى جيمى كيميل بدا من اللحظة الاولى ان السياسة حاضرة بشدة فى حفل الأوسكار هذا العام. بل ان السياسة اقتحمت فى الواقع عالم الفن مع صدور قرار الرئيس ترامب بمنع مواطنى سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة وما أثاره هذا القرار من احتجاجات غاضبة ورفض شديد من عدد كبير من الفنانين وبينهم الفنانة الكبيرة ميريل ستريب التى فازت بأوسكار أحسن ممثلة ثلاث مرات ورشحت لها اثنتين وعشرين مرة. وقد رد الرئيس الامريكى على بيان رفضها قراره بتعليق يحط فيه من قدرها وقيمتها الفنية، وكان ذلك مثار تعليقات ساخرة من جيمى كيميل الذى استهل الحفل بالإشارة الى انه  يذاع عبر الأقمار الصناعية وتتابعه مائتان وخمس وعشرون دولة، وانها جميعا تكرهنا الآن. وقال اننا الآن نعانى كدولة منقسمة ولكن لا تطلبوا منى ان أعالج هذا الامر الآن فلن استطيع لأنه لا يوجد فى هذه القاعة سوى قلب شجاع واحد، مشيرا الى النجم ميل جيبسون وفيلمه الذى يحمل هذا الاسم.

وتوالت القفشات والنكات التى تنتقد فى معظمها سياسات الرئيس ترامب التى تعمق من انقسام الداخل الأمريكى التى ترفض التنوع والاختلاف وتعمل على عزلة امريكا. وكان كيميل موفقا فى نكاته واستطاع المزج ببراعة بين احاديث الفن والاسقاطات السياسية دون ان يسقط فى تفاهات الفن ولا فى تعقيدات السياسة وصرامتها. وتوالت فقرات الحفل التى تضمنت فى معظمها إعلان أسماء الفائزين بجوائز الأوسكار لهذا العام وجرت السياسة بشكل مباشر وقوى على السنة الفائزين فى رسائل عبروا فيها عن رفضهم لما يجرى من سياسات وداعين إلى قبول الآخر ورفض التعصب.

وقد بلغت السياسة ذروتها فى أوسكار هذا العام بفوز الفيلم الايرانى البائع للمخرج اصغر فرهادى بجائزة افضل فيلم أجنبى. وقد اعتذر فرهادى عن عدم حضور الحفل وتسلم الجائزة بنفسه احتجاجا على قرار الرئيس ترامب بمنع مواطنى ايران الى جانب ست دول اسلامية اخرى من دخول الولايات المتحدة. وقال فى رسالة الاعتذار ان سياسة تقسيم العالم الى نحن وهم تخلق الخوف وتوفر تبريرا مخادعا للعدوان والحرب، وان بوسع صناع السينما استخدام كاميراتهم لخلق وتقديم الصفات الانسانية والتعاطف بيننا وبين الآخرين، لأن هذا هو ما نحتاجه اكثر من اى وقت مضى. وجاء ختام حفل أوسكار هذا العام بأكبر مفاجآته. فبعيدا عن السياسة ومشاكلها حدث للمرة الأولى فى تاريخ جوائز الأوسكار خطأ فى اعلان الجوائز. فقد أعلن فوز فيلم لالا لاند بجائزة احسن فيلم. وكانت لحظات مشحونة بالقلق والتوتر ما بين قيام نجوم فيلم لالا لاند بتقديم الشكر للأكاديمية ولمن ساعدهم على تحقيق الحلم وبين اعلان ان الفائز الحقيقى بالجائزة فيلم ضوء القمر. وكان تقبل طاقمى الفيلمين وتصرفهما على المسرح مثالا يحتذى لما ينبغى ان يكون عليه خلق الفنانين وسلوكهم، وتعجبت ماذا لو حدث ذلك فى مهرجان القاهرة السينمائى، وأبعدت الفكرة فورا من رأسى لا لأننا غير معرضين لارتكاب مثل هذا الخطأ، ولكن لان نتائج مسابقاتنا تتسرب دائماً قبل حفل توزيع الجوائز ويعرفها القاصى والدانى قبل وقت كاف بما لا يترك مجالا لأخطاء اللحظة الأخيرة. اما اذا ما حدث ذلك، لا قدر الله، فإننى أعجز عن تخيل كم الفوضى التى ستحدث على المسرح ولا عدد الضحايا.