رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

 

سمامة اسم جبل فى تونس، والحلال اسم جبل فى مصر، وخلال الأيام الماضية زاد اهتمام التونسيين والمصريين بالجبلين، بسبب عمليات الملاحقة للإرهابيين فى الجبلين.. وتتشابه الأوضاع فى مصر وتونس الى حد كبير منذ أحداث يناير 2011، ورحيل رئيسى البلدين عن سدة الحكم، دون مقاومة أو عنف، فإلى  حد كبير تتشابه الأوضاع الاقتصادية والسياسية فى البلدين، وما تشهده مصر من أعمال عنف، كانت تشهده تونس فى ذات الوقت على يد جماعات إرهابية تتشابه أفكارها مع أفكار الجماعات الإرهابية عندنا.. واتخذ الإرهابيون هناك من جبل سمامة مأوى ومركزا يتحصنون فيه، وينطلقون منه لتنفيذ عملياتهم الإرهابية التى راح ضحيتها العديد من الأبرياء، وجبل سمامة يرتفع عن سطح البحر 1314 متراً، ويقع فى وسط  غرب تونس على الحدود مع الجزائر فى ولاية القصرين ويتحصن فى الجبل كتيبة «عقبة بن نافع» وغيرها من جماعات إرهابية وجدت فى هذا الجبل حصناً يحصنهم من ملاحقة الجيش الوطنى التونسى، ومنذ عام 2013 تنطلق الأعمال الإرهابية من دروب هذا الجبل ضد الأبرياء، ووجه الجيش ضربات عديدة لفلولهم، فى عمليات مطاردة فى دهاليز وغياهب وكهوف الجبل، استمرت سنوات ومازالت مستمرة حتى اليوم.. تماماً كما يحدث عندنا فى جبل الحلال فى سيناء.. ونجح الجيش الوطنى التونسى فى محاصرة الجبل لمنع تسلل الإرهابيين إلي المدن، وقام بعملية تمشيط وتعقب لهم، شهدت مواجهات دامية، أسفرت عن قتل وإصابة العديد من الجانبين.. وآخر هذه العمليات تلك التى بدأت أول أمس،  ومازالت مستمرة، وأسفرت عن قتل العديد وإصابة وأسر العديد من الإرهابيين من تونس ومن دول أخرى، كانوا قد تسللوا الى الجبل واحتموا به.. وعثرت قوات الجيش على كميات كبيرة من الذخائر والقنابل والأسلحة، وأجهزة اتصالات حديثة، يستخدمها الإرهابيون فى عملياتهم، والعملية الأخيرة ضد الإرهابيين رفعت جبل سمامة على قمة اهتمام التونسيين ويحدوهم الأمل فى فرض سيطرة الجيش على الجبل وتطهيره من رجس الإرهابيين.

وما شهده جبل الحلال فى سيناء لا يختلف كثيراً عما شهده جبل سمامة فى ولاية القصرين فى تونس، اتخذ الإرهابيون من جبل الحلال مأوى ومركزاً لتجمعهم وانطلاقهم فى عمليات إرهابية متكررة ا ستهدفت قوات الجيش المصرى والشرطة والمدنيين.. وجبل الحلال عند بدو سيناء هو جبل «الغنم»، فالغنم عندهم تعنى الحلال.. وليس لاسم الجبل علاقة بالحلال أو بالحرام. وهو جبل شاهق يرتفع عن سطح البحر حوالى 1700 متر، وتنتشر فيه الدروب والكهوف والمغارات والشقوق  العميقة التى اتخذها إرهابيو جماعة «بيت المقدس» وغيرهم مركزاً ينطلقون منه لتنفيذ عملياتهم الإرهابية فى رفح والشيخ زويد والعريش، التى تبعد «60 كيلو متراً» فقط شمال هذا الجبل الذى يقع فى وسط شرق سيناء على الحدود مع الأراضى المحتلة، وقبل أيام نفذ الجيش المصرى عملية شاملة لتطهير جبل الحلال من أولاد الحرام تماماً كما يحدث الآن فى جبل سمامة فى تونس، ليطفو الجبلان على سطح  الأحداث رغم ما يحملانه من بلايا وأوزار الشاردين.

 

أحمد بكير

[email protected]