عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

ليس الأجانب ومسلمي هولندا فقط هم من يضعون آياديهم على قلوبهم ، ولكن غالبية الشعب الهولندى الذى سيذهب للتصويت فى الانتخابات البرلمانية يوم 15 مارس المُقبل ، لإختيار أعضاء مجلس نواب جُدد من مختلف الأحزاب الهولندية ، ومن يحظى بالفوز ومعظم الأصوات سيكون له الغلبة فى تشكيل الحكومة المُقبلة ، والمتوقع انها ستكون ائتلافية ولن يستأثر بها حزب واحد بمفرده ، وهذا هو أقوى مؤشرات استطلاع الرأى الحالية ، وسيكون الحسم بلا شك لمسارات خريطة الديوقراطية .

أما المخاوف فهى من فوز “ Wilders “ ويعنى اسمه " المتوحش " الأمر الذى جعل بعض من وسائل الاعلام الهولندية تقرنه بالتوغل السياسى ، وهو اليمينى السياسى المُتطرف زعيم حزب الحرية ، حيث ان استطلاعات الرأي والتوقعات تشير أيضاً إلى تقدّم " خيرت فيلدرز " على مُنافسيه وهو ما يُرجح احتمالات ان يكون هو رئيس وزراء هولندا القادم .

كما جاء أيضا فى أحدث تقارير سياسية هولندية ان احتمال فوز حزب الحرية بزعامة فيلدرز المعروف بعدائه للإسلام والمهاجرين ، بـ 35 مقعداً برلمانيا على الأقل من أصل 150، وبالتالي تصدره بقية الأحزاب السياسية المنافسة.

وتتابع الأقليات الاسلامية الهولندية بشكل خاص التطورات السياسية الآن لمحاولة كشف واستنتاج ما ستؤول إليه أوضاع هولندا حال فوز فيلدرز بمنصب رئيس الوزراء ، فى ظل حالة الغموض والتهديدات التي تنتظر البلاد بعد انتخابات 15 مارس المقبل . تتبدد مخاوف المسلمين لثقتهم فى ان هولندا تتبنّى ثقافة سياسية توافقية ، وهو الأمر الذى تؤكده مسارات الحكومات الائتلافية التي تحكم تلك المملكة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

فمنذ عام 2012، تدير شئون البلاد حكومة ائتلافية مكونة من تحالف حزبي العمل (PvdA) والليبرالي (VVD)  ، وسبقها الحزب المسيحي الديمقراطي الهولندي الذى كان شريكاً أساسياً في عدد من الحكومات الائتلافية  ، لكن يؤكد الواقع ايضاً تنامى توجهات سياسات يمينية متطرفة بدرجات متفاوتة.  ومن عادات الشعب الهولندى الرغبة الدائمة فى التغيير ، وهو ما يزيد مخاوف الأجانب عامة والمسلمين خاصة من ذهاب أصوات كثيرة للمتطرف " فيلدرز " فى الانتخابات .

بدأ فيلدرز معركتة الانتخابية مُبكراً ببيان في صفحة واحدة تضمنت 11 مادة. بداية بمقدمة جاء فيها أنّ ملايين الهولنديين يشتكون من موجة الأسلمة المنتشرة في البلاد ، ووعد مباشرة بتقليص الميزانية المخصصة للمهاجرين المقيمين في هولندا .

وتحدث عن ما اطلق عليه بـ " تنقية البلاد من المسلمين "، وإغلاق حدود هولندا في وجه المهاجرين القادمين من الدول الإسلامية، وإلغاء الإقامات الممنوحة للاجئين، ومنع ارتداء الحجاب في الدوائر الحكومية، وحظر كافة الرموز الإسلامية التي تتعارض مع النظام العام في البلاد، وإغلاق كافة المساجد في هولندا، ومنع قراءة القرأن، وسحب الجنسية الهولندية من مرتكبي الجرائم الذين يحملون الجنسية المزدوجة وطردهم خارج البلاد، والزج بالمسلمين المتطرفين في السجون كخطوة احترازية، ومنع عودة المجاهدين الذين خرجوا من هولندا وتوجهوا إلى سوريا.

تشير التوقعات ايضاً الى ان هولندا تنتظر مستقبلاً مُظلماً بعد انتخابات 15 مارس ، فالعديد من الوعود الانتخابية التي تطلقها أحزاب اليمين، ستفرز صراعات داخل المجتمع الهولندي، وليس من المُستبعد أن تمتلئ شوارع هولندا بالمتظاهرين لمكافحة سياسات اليمينيين، كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية عندما تولى ترامب مقاليد الأمور في واشنطن. والآن لم يعد مسُتغرب تنامى الأحزاب اليمينية المتطرفة في البلاد الأوروبية ، بعد الفوز المفاجئ الذي حققه دونالد ترامب المعروف بتصريحاته ضدّ المسلمين والمهاجرين . فهل سيكون فيلدرز ترامب جديد ؟ وهل سينجح الشعب الهولندى فى اختبار المتوحش ؟ . . هذا ستجيب عنه الأيام القادمة .

[email protected]