عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

 

مَن من الناس غير منشغل بارتفاع تكاليف المعيشة هذه الأيام؟

فالسيدة من الطبقة المتوسطة المستورة تشكو قائلة بعد عودتها من السوق.. تصور انني اشتريت كيلو البصل بتسعة جنيهات؟! وربع كيلو الثوم بكذا مما لا يصدقه عقل أمثالي كالأستاذ عباس الطرابيلي الذي كتب يوم الثلاثاء الماضي عن حال الجنيه المصري هذه الأيام مقارنة بحاله في منتصف الخمسينيات «عندما كان الجنيه الواحد يشترى ألف بيضة ومائتى رغيف من الخبز» الذى وصل اليوم الذى أشتريه أنا بدون بطاقة تموين بخمسة وسبعين قرشاً أو بنصف جنيه.. واشترينا العشر بيضات هذه الأيام باثنى عشر جنيهاً.. وكنت أشترى الرغيف عام 1960 يوم زواجى بنصف قرش والبيضة بثلاثة مليمات، وعندما التحقت بالقوات المسلحة أثناء العدوان الثلاثى كان أجرى فى الشهر كله مائتى قرش أى جنيهين فقط مع ثلاث وجبات يومياً والحمد لله.

ما الذى حصل؟! كل الناس تشكو ولم تعد هناك طبقة متوسطة مستورة الحال، ولا أظن السبب يرجع إلي ما قاله رئيس تحرير الوفد الأسبق وهو يحاور الجنيه المصري قائلاً:

وقاطعت الجنيه ودموعه تواصل الانسياب وقلت: هذا هو التطور الطبيعي للأسعار.. فرد ينهرني: لا.. ده هو ثمن تقاعس كل المصريين عن العمل وعن الانتاج وأننا أصبحنا ندفع في الدولار ما يقرب من عشرة جنيهات.. بينما كان حتي منتصف الخمسينيات الثاني بسعر 38 قرشاً.

ولا أظن أن حالنا البائس هذه الأيام يرجع إلي تقاعس كل المصريين عن العمل والإنتاج، بل تقاعس الحكومة عن معاونة المصريين للإنتاج بدليل المصانع العديدة المتوقفة عن العمل مثل مصنع فستيا للملابس الجاهزة الذي كان يعمل بالإسكندرية بهمة ونشاط ويصدر انتاجه للاتحاد السوفيتي نفسه، فضلاً عن كل دول افريقيا.. فإذا به يتوقف تماماً عن العمل ويهددونه بالهدم من أجل بيع أرضه لمشروع إسكان هدم كل المباني حوله حتي وصل إلي جدران المصنع الذي يبكي موظفوه وعماله من وقف حاله وتسأل الشركة القابضة التي قبضت روحه وتركته خراباً.. فهل من محقق في هذه الكارثة؟!