رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

ندرك جميعا أن (معركة أو معارك حلب) التى انتهت لصالح المعسكر الذى يضم كلا من روسيا وإيران وحزب الله ومن قبلهم النظام السورى، على المعسكر الآخر أو دعونا نكن أكثر دقة ونقل الأطراف الكثيرة الأخرى والمتمثلة فى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين والإقليميين وبخاصة تركيا بالإضافة للدول العربية السعودية والإمارات وقطر والأردن، فرضت تلك المعارك العسكرية واقعًا جديدًا على الأجندة السياسية، غير من المعادلة وحسن من شروط الحل من منظور دول المعسكر الأول السابق الذكر، مما ترتب عليه انعقاد إجتماع موسكو فى 20 من ديسمبر الماضى والذى كان بإشراف روسى– تركى– إيرانى، ثم من بعده تم عقد اجتماع استانة 1 ثم استانة 2 تحت رعاية وإشراف نفس الدول الثلاث أيضًا، ومن المقرر أن تبدأ فى جينيف أعمال الجولة الرابعة من تلك الاجتماعات أو المحادثات بين الأطراف المعنية بتسوية الأزمة السورية تحت إشراف الأمم المتحدة.

إلا أنه وعلى ما يبدو أن تلك الأجواء التفاؤلية والتى أوحت بإنفراجة قريبة لتلك الأزمة مصاحبة للاجتماعات الثلاثة السابقة، تبدت أو تراجعت لحد كبير للخلف، وخاصة بعد تولى الإدارة الجديدة الحكم فى الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترامب الآن، تلك الإدارة المترددة تارة والمتأرجحة تارة أخرى ولن نصفها بالمتخبطة ولكنها غير واضحة المعالم فى كل الأوقات حتى الآن، ويحدث ذلك أيضًا مع العديد من القضايا، فالأمر لا يخص القضية أو الأزمة السورية وحدها.

ولكن لو تعمقنا قليلاً فى الأمر لوجدنا أن هناك أبعادًا أخرى ألقت بظلالها سواء بالسلب أو بالإيجاب على الوضع فى سوريا بخلاف ضبابية موقف الإدارة الأمريكية الجديدة. حيث إن إدارة الرئيس أوباما السابقة كانت قد تراجعت من قبل عن فكرة التدخل العسكرى مما انعكس بالطبع على حلفائها الأوروبيين وكذلك الإقليميين وبخاصة تركيا التى دعمت الحرب فى سوريا سياسيًا واعلاميًا وماليًا وبالسلاح والمقاتلين طيلة السنوات الست الماضية. جاء أيضًا التدخل العسكرى الروسى القوى منذ 2015 م على الأراضى السورية، الأمر الذى أسهم أيضًا بدوره فى تشتيت وإضعاف المقاتلين من المعارضة، والذى زاد الطين بلة كما يقال بالنسبة للمعارضة السورية أيضًا هو تصنيف بعض الفصائل التى تنتمى إليهم من قبل عدة دول ومنظمات على أنها فصائل إرهابية، وقد حدث وتوترت العلاقة فيما بينهم وتبادلوا الحرب والقتل والتصفيات مؤخرًا.

ومنذ أسبوعين تقريبًا وتزامنًا مع الإعلان عن بعض التصريحات التى وردت على ألسنة كبار المسئولين فى الإدارة الأمريكية الجديدة بإعلان حالة شبة عدائية مع إيران وتهديداتهم بتصعيد المواجهة معها، هذا من جانب وكان على الجانب الآخر أيضا حدوث عدد من الاتصالات ما بين بعض الحلفاء الإقليميين مثل المحادثات الأخيرة مع العاهل السعودى وأيضًا مع الرئيس التركى، وذلك الأخير الذى كان قد فضل  مصلحة بلاده وتعامل منذ عدة أشهر بشكل براجماتى بحت حيث قد انضمت تركيا لمعسكر روسيا وإيران من أجل ضمان أو المحافظة على الحد الأدنى اللازم لفصائل المعارضة التى تدعمها فى سوريا على خلفية خلافها أو اتهامها للولايات المتحدة بالانحياز للانقلاب العسكرى التركى الفاشل، إضافة إلى تحالف أمريكا مع المعارضة من أكراد سوريا.