رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

قبل عام بالتمام والكمال التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو «سراً» فى مدينة العقبة بالأردن.. كان اللقاء الذى استضافه الملك  عبدالله، وحضره وزير الخارجية الأمريكى السابق جون كيرى، يناقش مبادرة أمريكية لتحريك عملية السلام ببنود ستة، ليس من بينها استقطاع أى جزء من أرض سيناء وضمه لغزة، لإقامة دولة للفلسطينيين.. وهذا اللقاء «السرى» الذى جرى يوم الأحد 21 فبراير 2016، لم يتم الكشف عنه إلا بعد عام.. واعترف نتنياهو يوم الأحد الماضى خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الإسرائيلى، بأنه التقى الرئيس السيسى، والملك عبدالله، وجون  كيرى، قبل عام، لمناقشة مبادرة  جديدة للسلام مع العرب.. ولم ندر سبباً للكشف عن هذا اللقاء فى هذا التوقيت بالذات، وبعد مرور عام، لا ندرى هل  كان الكشف الذى انفردت به صحيفة هاآرتس الاسرائيلية مقصود به إحراح نتنياهو، لأنه أخفى اللقاء عن ائتلاف حكومتة لمدة عام، أم مقصود به إحراج السيسى أمام شعبه.. وأكيد أنَّ اللقاء دار فيه كلام «ربما» لن يتم الكشف عنه إلا بعد سنوات طوال، لكن ملامح اللقاء باتت مكشوفة و معروفة..والغريب حقاً أنَّه فى يوم اللقاء «21 فبراير 2016» وفى الأردن أيضاً تم الإعلان عن لقاء آخر تم ظهر ذلك اليوم فى العاصمة عمان بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «أبومازن» ووزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، وبعدها بساعات قليلة، تم لقاء العقبة سراً، دون  حضور أبومازن «صاحب المشكلة» ولا ندرى سبباً أو تخمينا أو تحليلاً يتوقع سبب عدم حضور أو استبعاد محمود  عباس من اللقاء الخاص بالمشكلة الفلسطينية.

وبعد الكشف عن لقاء العقبة، لم يعد مستغرباً أن يُبادر الرئيس السيسى بإطلاق دعوته للسلام «الدافئ»  مع إسرائىل، خلال افتتاحه محطات الكهرباء فى أسيوط يوم الثلاثاء 17 مايو 2016، تلك المبادرة التى خلقت حالة من اللغط فى أوساط المتربصين بشخص الرئيس، وتهكموا على كلمة «دافئ» التى وصف بها السلام المأمول مع الإسرائيليين، ومنذ لقاء العقبة والدبلوماسية المصرية تعمل سراً وعلنًا لبلورة مبادرة جديدة للسلام تنهى الصراع مع إسرائيل، وتأتى للفلسطينيين بحقهم. وبالأمس كان الملك عبدالله ملك الأردن فى مصر فى لقاء مع الرئيس، ربما كان لوضع الرتوش النهائية للمبادرة التى تتبناها مصر بمسئوليتها تجاه القضية الفلسطينية، بما يؤكد  استعادتها لدورها الريادى المؤثر فى المنطقة، بصرف النظر عن انتقادات معارضى النظام «عمال على بطال».

ولم يكن السيسىى أول رئيس مصرى يلتقى مسئولين إسرائيليين حتى يتعرض لهذا الهجوم ومن قبله بقرون التقى الرسول «صلى الله عليه وسلم» باليهود  وتعاهد معهم، ومثله فعل السادات باتفاقية السلام مع الإسرائيليين.. وكون لقاء العقبة بين السيسى ونتنياهو قد تم فى السر، فليس معناه أن مصر ستتنازل عن شىء، فالسرية ضرورية لأى مباحثات، وقضاء الحوائج فى الكتمان نصيحة نبوية ينساها أدعياء التدين.

ولقاء العقبة «السرى» أهاج الإسرائيليين على نتنياهو، ليس لسريته، ولكن سبب الهجوم أنهم يرون أنه قد أضاع فرصة غالية كانت مواتية لتحقيق السلام لولا تباطؤه وتردده فى اتخاذ إجراءات إيجابية.

لا «السيسى»  هنا عاجب بعض المصريين، الذين تطاول قِلة منهم عليه باتهامات بالخيانة والعمالة، لأنه التقى الصهيونى العدو نتنياهو، ولا نتنياهو هناك عاجب معظم الإسرائيليين الذين وصفوه بالجنون، لأنه أهدر فرصة لتحقيق الاستقرار.. ودائماً الحكام لا ينالون الرضا الكامل من شعوبهم.

[email protected]