رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عاد الخس المصرى بقوة، وانتشر فى الأسواق ونواصى الشوارع وموائد الطعام، عاد بأوراقه الخضراء– الورور– وبحنان طعمه وبشغف جلسته، عاد وقد حاصر «الكابوتشي» ذلك الذى قام باستعمار مملكته فى السنوات الأخيرة، وأصبح نادرًا أن نجد أو نرى الخس المصرى الأصيل، بعد أن طغى الكابوتشى عليه.

يعود ذلك الانتصار للخس وعودته بتلك الصورة التى تدعو للفخر، لارتفاع سعر الكابوتشى الجنوني، حيث وصل سعره فى الآونة الأخيرة لخمسة جنيهات للواحدة، وبالتالى أصبح من الصعب أن تصنع طبق سلطة يقوم بتمرير اللقمة فى الفم المصري، وأصبحت تكلفة طبق السلطة يزيد على الخمسة وعشرين جنيهاً، وهو أمر مربك ومدمر للأسرة المصرية، وكان البديل العودة للخس، وبالتالى عوده هذا المنتج المصرى الأصيل، ذلك الذى كان يصاحب الفم المصرى والاسرة المصرية فى الكثير من الجلسات والمناسبات.

وهذا التحول الخطير فى طبق السلطة المصرى يعطينا الأمل فى تطوير كثير من الأشياء التى جعلت من حياتنا جحيماً، أو كثير من الطلبات المنزلية التى أصبحنا نشتريها وترهقنا دون مبرر، مع أن المنتج المصرى موجود، وجالس هنا أو هنا يرمقنا، وهو يتحدث: أنا هنا، فلماذا المنتج الآخر، أو المستورد، هذا الذى جاء واحتل كثيراً من حياتنا.

إن ما فعله الخس المصرى خلال الأيام الماضية، وقدرته على ترويض الظروف المالية المرتفعة فى حياتنا الشاقة، والتكييف معها بل وجذبها لحسابه، يجعلنا نبتسم على أن نهتم بمنتجاتنا ومحاصيلنا المصرية، وبالتالى النظر للأمور من زاوية اخرى فى تلك الظروف القاسية التى تمر على الأسرة المصرية.

لقد فتح الخس المصرى ثقباً كبيراً فى تفكيرنا المادى للمائدة المصرية، واستطاع أن يعيد إليها البهجة البسيطة المتمثلة فى طبق السلطة، بعد أن كدنا أن نفقد هذا الطبق أو يصبح من الذكريات، أو يسير مثلما سارت كثير من الأطعمة من الأمنيات غالية الثمن.

وأعتقد أن كثيراً من المنتجات المصرية تستطيع أن تتحرر وتعود للظهور مرة أخرى على سطح حياتنا، فى كل المجلات، سواء كان طعاماً أو أثاثاً أو ملابس، وتستطيع تلك المنتجات أن تجعلنا نزهو بها وتجعلنا نشعر بقدرات شعب هذا الوطن، وبقدراته على التكييف مع أى وضع شائك وترويضه إلى صالح، دون أن نتبرم ودون أن نقلب المائدة الفقيرة من الأطعمة أو نصبح فى ضيق دائم من حياتنا المادية المرتفعة.

سيكتشف أفراد الشعب المصرى أن السكين التى سرقتهم قد ذبحت كثيراً من معتقداته وكثيراً من خصوصيته، وهو ما يجعلنا أن ننتبه للخس المصرى وما فعله، وانتشاره البهى فى كل مكان الآن، وقدرته على صنع طبق سلطة بسيط التكلفة دون أن يشاركه أى منتج دخيل أو مستورد، وأتمنى هذا لجميع المنتجات والمزروعات فى حياتنا المصرية.