رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

لو كنت ممن يتابعون نشاط الرئيس الأمريكى ترامب، سوف تندهش أنه يتحدث عن الغش التجارى فى أمريكا.. وسوف تندهش أنه يقود حملات بنفسه لمواجهة غش التجار.. وهى واحدة من الوعود الانتخابية التى وعد بها مرشحيه، بالإضافة إلى تطبيق شعار أمريكا أولاً، وإتاحة فرص عمل للشباب الأمريكى، وإنتاج سلع مكتوب عليها «صنع فى أمريكا».. ألا ترى معى أننا فى حاجة إلى «خطة ترامب» الآن؟!

ولو أن الحكومة الجديدة للمهندس شريف إسماعيل طبقت هذه الخطة، ربما يتحسن الحال فى مصر.. خاصة أن كل شيء عندنا دون المستوى، ودون المعايير والمواصفات القياسية.. وتخيلوا أن ترامب يتحدث عن غش فى أمريكا وينفذ حملات بنفسه للقضاء عليه، بينما نحن فى مصر، نتآلف مع الغش، و«بضاعتنا بير سلم».. وقد لا تجد سلعة واحدة تنطبق عليها المعايير القياسية، من الأجهزة حتى الرغيف!

ما أنتظره الآن من الوزير المخضرم على المصيلحى أن يتحرك ليرحم الناس من غش التجار.. أرجوه أن يرحمنا من الأسعار، ومن فساد السلع معاً، وأتمنى أن يقود حملات التموين لمواجهة تدنى مستوى رغيف الخبز، وسائر السلع الحيوية مثل الزيت والسكر والمكرونات.. فلا توجد رقابة على الأسواق ولا يحزنون، كما أن الحملات تحدث مرة أو اثنتين وتنتهى.. على طريقة «الغربال الجديد له شدة» عندنا!

نريد تطبيق «خطة ترامب» فى مصر.. نريد الرئيس نفسه أن يطلق هذه الدعوة.. أولاً مواجهة الغش التجارى.. ثانياً خفض الأسعار بنفس معدلات تراجع الدولار.. سيدة مصرية اشتكت أن لتر الزيت تجاوز العشرين جنيهاً.. فما هذا بالضبط؟.. على الأقل الزيت ورغيف الخبز.. بلاش الزبدة والسمن البلدى!.. على الأقل البيضة وطبق الفول.. بلاش أنواع الجبن الفرنساوى والسويسرى.. اتحركوا، فإن أمريكا تتحرك!

ولماذا ينخفض الدولار ولا تنخفض أسعار السلع الغذائية؟.. عندما ارتفع سعر الدولار يوم 3 نوفمبر الشهير، ارتفعت السلع فى اليوم التالى مباشرة.. ليه يا سيدنا؟.. أليست هذه السلع عندك فى المخازن؟.. أليست إنتاج عام مضى؟.. تسمع حكايات وروايات وفلسفة تجار.. الآن لماذا لا تنخفض الأسعار يا سيدنا؟.. تسمع كلام عن وجود بضاعة فى المخازن بأسعار مرتفعة، فمن يحكم هذا المسلك عند التجار؟!

هذا هو الفرق بين الدولة حين تحكم قبضتها، والدولة الرخوة، التى تركت الناس بلا حماية فى مواجهة التجار.. وهنا أثرى التجار من فروق العملة، بدلاً من شركات الصرافة التى أغلقوها.. تجارة الجملة أصبحت بديلاً لتجارة العملة.. فما هى «لزمة الحكومة» كما قال أحد المواطنين؟.. كل شيء بلا ضابط ولا رابط.. ولذلك أكرر نحتاج لحملات تضرب الغشاشين بأيد من حديد.. وتضرب «السماسرة» فوق رؤوسهم!

المثير أن يتحرك الرئيس ترامب لضرب الغش فى أمريكا، مع أن الغش هناك لا يُذكر، ولا نتحرك هنا مع أن الغش يزكم  الأنوف.. فمتى نطبق «خطة ترامب»؟.. ومتى نضع حدًّا للغشاشين والسماسرة؟.. منتجاتنا كلها «بير سلم» للأسف.. فهل يفعلها الرئيس السيسى؟.. وهل ينفذها «مصيلحى»، الآن وليس غداً؟!