رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علي فين؟

مازالت روسيا تجرب وتجرب وتفتش وتفتش، حتى ترسل سياحها إلى مصر.. ومازالت روسيا تعد بعودة السياحة وتعد، لكنها لا تفى بوعودها.. إيه الحكاية؟.. سوف تعرف انها ربما تمارس الابتزاز الروسى، وأن «بوتين» ليس هو الشخص الذى كنا نهلل له.. فهم يعرفون أننا شعب عاطفى، هللنا لحركتين من «بوتين»، ونهلل الآن لحركتين من «ترامب».. ونسينا أننا هللنا من قبل لـ«أوباما»، وطلع فردة شراب لا مؤاخذة!

«بوتين» لا يختلف عن «أوباما»، و«ترامب» لا يختلف عن «بوتين» ولا «أوباما».. هؤلاء تجار سلاح ودم وبيزنس.. نحن فقط لا نريد أن نفيق، ولا نريد أن نعرف الحقيقة.. كل يوم تأتى وفود روسية تختبر أنظمة التأمين فى مطاراتنا، ثم تعود وتعلن أن السياحة الروسية قادمة.. تذهب ولا تعود السياحة، ولكن الوفود الأمنية هى التى تعود من جديد، لتختبر التأمين مرة أخرى.. ثم يكتشف الأمن «الخدعة الروسية» لاختبار المطار!

إجراءات التأمين لا تنتهى، والمواسم السياحية تأتى وتذهب، ولا تعود سياحة روسيا أم ملاليم.. ويبدو أن القيادة الروسية استغلت قصة السياحة لتستفيد من أشياء لا نعلمها.. إما للضغط هنا أو هناك.. قد لا يكون عندنا بترول تأتى إليه، لكن عندنا مصر.. روسيا لا تنسى طرد الخبراء الروس.. ولا تنسى أننا اتجهنا لأمريكا ودلقناها.. لكن عدنا واتجهنا إلى الشرق.. فما هو المطلوب منا؟.. وما هو «الثمن» لتبقى نهائياً؟!

فريق التفتيش الروسى مازال يمارس الخدع الأمنية، لإيجاد ذريعة لتبرير عدم عودة السياحة.. يحاول خداع أجهزة الأمن.. ويفاجأ أن أجهزة الأمن اكتشفت كل خدعة مارسوها سواء عبر البوابات أو الحقائب.. القصة ليست كما نتخيل.. لا يريدون أن يعترفوا أن الإرهاب ليس فى مصر فقط.. الإرهاب فى سائر بلاد العالم.. الدب الروسى لا يريد أن يكشف عن نواياه.. وفات السيزون وأعياد الكريسماس ولم تعُد السياحة!

وأقول لأجهزتنا الأمنية: كفاية بقى.. قولوا لهم: خلاص.. قولوا لهم كفّوا عن تصوير المطارات والمنشآت الحيوية.. قولوا لهم الله الغنى عن سياحتكم.. قولوا لهم لقد خذلتمونا، ولم يكن هذا عشمنا.. أوقفوا الاختبارات والخدع والكلام الفارغ.. قولوا لهم صراحة ماذا تريدون منا؟.. هل يعقل أن تأتى كل يوم وفود إعلامية وأمنية بلا مبرر؟.. ومع هذا تنفى هذه الوفود تحديد «موعد نهائى» لعودة الرحلات الروسية!

أحياناً أتصور أن الإدارة المصرية استسلمت لكثير من الضغوط، دون أن تمارس ضغوطاً مماثلة.. وحتى دون أن تلوح بورقة لديها هنا أو هناك.. جايز كان ذلك مقبولاً بعد ثورة 30 يونية، كنا نحتاج فيها إلى تأييد من هنا أو دعم من هناك.. وجايز كنا نميل بحق إلى تنويع علاقتنا هنا وهناك شرقاً وغرباً!

ولكن بدا أن الدب الروسى يريد أن يأخذ ولا يعطى.. وبدا انه يريد أن يحتكر ولا يتشارك.. وبدا انه كان يقول كلاماً، ولم نر على أرض الواقع أية أفعال.. فأى شيء هذا غير الابتزاز بالضبط؟!