رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

عندما سأل زميلُنا أمجد مصباح، الإذاعية إيناس جوهر، عن رأيها فى إذاعة الشرق الاوسط، التى نشأت وعملت بها، ورأستها قبل سنوات، قالت: «للأسف الشديد، نجمها فى أفول»..  وعندما سألها عن عيوب المذيعين الجُدد قالت: «الاستظراف والتفاهة والهيافة».. وهذا الرأى رغم قسوته، يعكس الحقيقة، ويكشف عن واقع صار مريرًا.

صحيح أنَّ إذاعة الشرق الأوسط قد تميزت عن باقى محطات الإذاعة المصرية بالخِفَّة والرِقَّة والسرعة.

وكانت إلى وقت قريب مُتَفرِّدة ببرامِجَها الشهيرة الشيقة، التى مازالت حلاوتها فى الذاكرة.. ولا ننسى أبدًا برامج مثل: «بصبح عليك»، و«شِعر وموسيقى»، و«تسالى»، و«دُقُّوا الشماسي»، و«أبواب السماء»، وغيرها من البرامج المُمتِعة التى توقفت؛ فانحدرـ بعد توقفهاـ مستوى إذاعة الشرق الأوسط، وخاب فيها الرجاء، وخسرت الملايين مِن مُستمعيها وعُشاقِها، ولعل فى برامجها المُستحدثة الركيكة والرديئة والسطحية ما كان سببًا فى انصراف مُحبيها عنها.. ومِن هذه البرامج السيئة برنامج «هايف» اسمه (جمد قلبك)، يُقدِمه مُذيع ومعه مُذيعة، يستضيفان شخصا يُدعى الدكتور محمود، فشلتُ فى التوصل إلى معلومات عنه، أو عن الدكتوراه التى يحملها.. ووصفى لهذا البرنامج بالهيافة ليس سبَّاً، بل هو وصف لمضمونه.. والبرنامج يُذاع اسبوعيًا بعد مُنتصف ليل الأربعاء، لِمُدة ساعة، وتسبقه موسيقى خاصةـ كأى برنامج ـ غير أنَّها عبارة عن أصوات مُتداخلة لصراخات استغاثة، وعواء ذئب، وصرير ريح، ودقات قلب عنيفة، وخبط ورزع وتكسير، وكل هذه الأصوات الممزوجة تبعث الرُعب فى قلوب المُستمعين، بعد منتصف الليل.. ويتخلل البرنامج أربعة فواصل ليست إعلانية، أو للتنويه عن برامج، بل يتكرر فى هذه الفواصل ذات الأصوات المُخيفة!.. وإذا صادف أحدُكُم هذا البرنامج، سيسمع العجب مِن مُقدميه وضيفِهما عن المَس واللبس والرُعب، وعن الجِن والعفاريت والشياطين والاشباح، وعن المتواجدين معنا ممن ليسوا من الإنس، ولا مِن الجِن، ولا من الملائكة، هؤلاء الصاعدون من جوف سابع أرض ليُثيروا الرُعب بيننا!.. كُل هذه الخُرافات هى موضوع البرنامج «الهايف»، الذي ينشر الخوف والجهل والظلام والخرافة والتفاهة.. ولو أنى أعرف مَنْ سمح بإذاعة هذا البرنامج لاقتصصت منه بحبسه مع فئران فى حجرة مُظلمة، أو فى قفص مع أسد جائع فى حديقة الحيوانات؛ ليعرف معنى الخوف..

[email protected]