رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

 

 

من المؤكد أن الرئيس السيسى يقيم مؤتمرات الشباب فى كل مكان، من أول مؤتمر شرم الشيخ، مرورًا بأسوان، وصولاً إلى الوجه البحري، ليحل مشاكل الشباب على الطبيعة.. ومن المؤكد أنه يحاول الاقتراب منهم ليعرف كيف يفكرون.. وأظن أن المؤتمرات تقدم خدمة مزدوجة.. أولاً للشباب، وثانيًا للرئيس شخصيًا.. وأظن أنه استمع إلى الشاب الذى أحرج المحافظ دون خوف، وقال الحقيقة حتى لو فصلوه!

والرئيس حين رأى بعينه ما رأى، لم يقمع الشاب ولم يقهره، ولكنه قرر أن يزور موقع صرف شركة كيما عقب الجلسة، واصطحب معه الوزراء ليعرف أسباب المشكلة.. معناه أن الشباب تغير جدًا.. فليس هو شباب جيل الرئيس.. ولا هو شباب جيل الوزراء.. وليس هذا شباب جيلنا.. علشان تعرف يا ريس، كيف تغير الشباب، وكيف تغيرت الدنيا؟.. فلا يصلح أبداً هؤلاء المحافظون مع شباب بهذه الثقافة!

أى وزير لابد أنه فى ورطة مع شباب جيل الثورة.. وأى محافظ فى محنة لأنه لا يعرف ثقافة الشباب الجديد.. الوزراء ليسوا من جيل الثورة، ولا المحافظون فى سن الحركة.. هم أتوا للمنصب مكافأة نهاية خدمة.. وبالتالى يتصورون أنهم يمكن أن يعيشوا بثقافة أجيال ماضية، فى حين أن الدنيا تغيرت.. ولذلك الجو تكهرب بعد أن كشف الشاب أن المحافظ تحرك فقط، لأن «الرئيس» جاء لزيارة أسوان!

وفيما مضى كان أمثال هذا الشاب يعتبرون بلا تربية، أو قليلي الأدب.. الآن كلنا تحررنا.. الأبناء تحرروا والآباء تحرروا.. والبوليس لن يستطيع القبض على الشاب، والمحافظة لن تستطيع فصل الشاب.. أصبحت عنده حصانة.. لكن كان الرئيس عند حسن الظن به، فلم يطلب من المحافظ أن يتحرك لحل المشكلة، وهو الذى ذهب بنفسه.. وقال «حضرت لطمأنة المصريين، فنحن لم نعد بشىء ولم نحققه»!

ومن المهم أن يشعر الصعيد بآثار المؤتمر عليهم ونتائجه، ليس فقط بأن المؤتمر كان على أرض الصعيد.. صحيح أن الرئيس قال «الصعيد أحسن ناس وأرجل ناس وأحسن ستات، وأنا عارف الصعايدة وعزة نفسهم وكبريائهم وحمايتهم لبعض، وبياكلوا بدراعهم»، لكن يبقى أن تكون هناك أفعال على الأرض من جانب الحكومة.. يبقى أن يتحرك المحافظ.. فسيادة المحافظ لم يذهب للاستجمام هناك!

والآن، لا أعرف ماذا يفعل الرئيس مع المحافظ؟.. هل يكتفى بتأنيبه؟.. وهل يقتصر الأمر على توبيخه؟.. هل تتم إقالة سيادة اللواء؟.. هل كان المؤتمر وبالاً على الرجل، أم أن الأمر سوف يمر بسلام؟.. فى كل الأحوال سوف نرى.. فارق كبير أن تكون الأمور مرتبطة بميزانية، وقرار سيادى، وأن تكون مسألة عادية تكاسل عنها المحافظ.. وفارق كبير أن الحكاية سياسة رجل، لم تغير منها إلا زيارة الرئيس!

أخيرًا، علشان تعرف يا ريس، فالشباب تغير والحكومة لم تتغير.. علشان تعرف يا ريس الوزراء لم يتغيروا، ولم تتغير طريقتهم أبدًا.. وعلشان تعرف يا ريس أن المسألة لا تتعلق بالإمكانيات، ولكنها تتعلق بهمة المحافظ.. وسوف تدفع فاتورة المشاريب فى الانتخابات الرئاسية القادمة.. أنت «وحدك» من سيدفعها للأسف!