رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

فى حفل التنصيب الأشهر فى العالم، لم نأخذ بالنا من سهولة عملية تداول السلطة، ولا من وجود خمسة رؤساء جمهورية أحياء، حول الرئيس المنتخب، ولا ما قاله ترامب عن رؤيته لإصلاح أمريكا أولًا.. فقط انتبهنا لملاحظات تتعلق بلون ميشيل وشياكة ميلانيا وإيفانكا، ونوع الهدية التى قدمتها السيدة الأولى الجديدة، للسيدة الأولى المغادرة.. وكتبنا القفشات عن عودة النور إلى البيت الأبيض بعد الظلام!

صحيح أننا اكتوينا من حكم أوباما، وصدمنا مرتين.. مرة لأنه دخل علينا بالسلام والقرآن والقصص التى تدغدغ مشاعرنا، ومرة لأنه خرب بلادنا باسم الربيع العربى، هو وشريكته هيلارى كلينتون.. لكن الكلام عن لون البشرة فيه عنصرية، ما كان ينبغى أن نقع فى هذا الفخ، خاصة أننا أبناء النيل، وأصحاب البشرة السمراء.. على أى حال أوباما لم يكن يفعل بنا ما فعل، لو نحن حكمنا بلادنا بشكل ديمقراطى!

ومن الملاحظات أيضًا، أن يقول البعض إن أوباما أفضل من ترامب فى معاملة زوجته، فهو يأخذ باله منها ويقبل يدها، لكن ترامب لا يلتفت إلى ميلانيا ولا يساعدها.. فى إشارة إلى أنه ضد النساء، وبالتالى قامت النساء ضده بمسيرات.. وهى ملاحظات ليست فى محلها أبدًا.. أوباما مشغول بزوجة هى التى تشد من أزره، وتقبض على يديه.. «ترامب» مشغول بالملايين فى هذه اللحظة لا زوجته وحدها!

وللأسف كل ملاحظاتنا كانت شكلية بحتة.. الأزياء والمكياج والإتيكيت ولون البشرة.. لا تتعلق بالجوهر.. لا تصل إلى أغوار القصة.. الحكاية هى الديمقراطية.. لا أحد يبقى فى مكانه بعد انتهاء مدته.. لا أحد يتشبث بالكرسى.. لا أحد يفكر فى المساس بالدستور.. هذه هى الحكاية، وربما كانت لوجود خمسة رؤساء حول «ترامب» دلالات قوية، ورسائل صامتة ودروس أولى بالالتفات، أكثر من «إيفانكا»!

انشغل المصريون بمن تكون السيدة الأولى.. إيفانكا أم ميلانيا؟.. ونقحت علينا الأمراض الاجتماعية.. بنته أم زوجته؟.. لأ بنته، دى صاروخ البيت الأبيض.. افتكروها عزبة من يحكم فيها أولًا.. البنت أم زوجة الأب؟.. كلام فارغ.. لم ننشغل بتداول السلطة، ولا الديمقراطية التى يمارسها الشعب الأمريكى، على الهواء مباشرة.. ولم نفسر المظاهرات التى خرجت ضده.. هل وراءها جمعيات، أم أجهزة تحاول ترويضه؟!

فيما نعلم، ربما كان ترامب الرئيس الأمريكى الذى استفز العالم.. استفز النساء والأحزاب والدول والمسلمين والمهاجرين.. استفز الديمقراطيين، وحتى شريحة من الجمهوريين.. ولكنه فاز فى النهاية.. وقد قلت فى مناسبة سابقة إنه نجح مرتين.. المرة الأولى فى الصندوق.. والمرة الثانية نجح أن يخلق تيارًا عامًا، ليس فى أمريكا وحدها، ولكن فى أوروبا تحديدًا.. ترامب أصبح ظاهرة، إما تحرق العالم أو تنقذه!

بلادنا العربية وقفت مع أوباما مرتين، ومولت حملته الانتخابية.. ولم يكن يحمل لنا الخير.. والآن تكسر القلل القناوى.. كما تخشى من ترامب لأنه تعهد بضرب الإرهاب.. طب زعلانين ليه؟.. وموّلت حملة هيلارى كلينتون.. سألت مسئولًا عربيًا رفيعًا: أيهما أفضل لنا: ترامب أم هيلارى؟.. قال الحل فى أيدينا!