رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

أحزننى جداً حديث صديقي المخرج الكبير خالد يوسف خلال لقائه في برنامج «الحياة الآن»، عندما قال إن فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، شهدت نوعاً من الديمقراطية لكنها ليست علي غرار الديمقراطية الغربية.

 والحقيقة إن ما قاله خالد يوسف فيه مغالطة كبيرة، فلم يكن في يوم من الأيام التي  حكم فيها «عبدالناصر» أي شيء من الديمقراطية، ولم تشهد هذه الفترة أي رائحة لها علي الإطلاق، بل إن فترة حكم عبدالناصر لا يمكن وصفها إلا بوصف واحد هو حكم الفرد المطلق.

واستغرب أكثر من قول خالد يوسف إن  فترة حكم عبدالناصر، اتخذت شكلا آخر من أشكال الديمقراطية وهي فكرة التنظيم الأوحد فهذا الكلام ينطوي على  مغالطات كبري وتزييف شديد للواقع، حيث إن التنظيم الواحد، هو نوع من أنواع الديكتاتورية وليست الديمقراطية، لأن التنظيم الواحد الذي يتحدث عنه خالد يوسف لا يمكن بأي حال من الأحوال وصفه بالديمقراطية وإنما هو عين الدكتاتورية.

الديمقراطية تعني وجود الأحزاب السياسية، وبدونها يكون الواقع ديكتاتورياً لأن الأمر بذلك يتحكم فيه  نظام الفرد، والرئيس عبدالناصرـ رحمه الله ـ ألغي الأحزاب السياسية بل قضي عليها تماماً، واكتفي بالاتحاد الاشتراكي الذي أسسه ليكون ظهيراً له ولحكمه، وبالتالي نكون مخطئين لو تم وصف هذا الاتحاد الاشتراكي بأنه نوع من الديمقراطية كما يزعم خالد يوسف.

الديمقراطية يا صديقي العزيز تعني تداول السلطة من خلال وجود الأحزاب السياسية، وعبدالناصر قضى تماماً على الأحزاب، وأدرك قبيل وفاته بعامين خطورة هذا الجرم السياسي. وأعلم أنه أجري اتصالات بهذا الشأن، لبدء عودة الأحزاب، لكن الفكرة لم تتحقق، وبدأها من بعده الرئيس الراحل أنور السادات.

ولذلك لا يحق للمخرج الكبير خالد يوسف أن يقول إن عبدالناصر حقق الديمقراطية، لأن هذا كلام غير منطقي بالمرة وفيه مغالطات سياسية وضحك علي الناس، وأيام عبدالناصر لم يكن هناك أحد يجرؤ علي الحديث إلا تسبيحا بالتجربة الناصرية.  ولو أن خالد يوسف كان يريد اخراج أفلامه  وروائعه في عهد عبدالناصر لرضخ في غياهب السجن الحربي، بمجرد التفكير أصلاً في موضوعات أفلامه..  فهل هذه هي الديمقراطية التي يتحدث عنها خالد يوسف؟!!

يا صديقي العزيز اسأل أساتذتنا الصحفيين الأحياء الذين عاصروا الفترة الناصرية ماذا حدث لهم..  منهم من تم إيداعه مستشفي الأمراض العقلية، ومنهم من تم توزيعه علي مصالح وهيئات مثل البريد والمجاري والكهرباء.. هذه  كانت الديمقراطية في عهد الاتحاد الاشتراكي أيام عبدالناصر.. فهل يرضي خالد يوسف بهذه الديمقراطية كما يقول؟!.. والحقيقة أنه وقع في مغالطات ما كان له أن يرددها أبداً وهو صاحب رأي في ثورتي 25 يناير و30 يونية، وصاحب فكر في روائع أفلامه التي تم انتاجها بعيداً عن الاتحاد الاشتراكي الذي غار إلي غير رجعة.

[email protected]