رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

رغم أننا كمصريين، نشتهر كبناة للأهرامات، إلا أننا عندما نأتى لبناء أى هرم بسيط فى حياتنا أو لحل مشكلاتنا، ما يكاد أن ينهار أو يتم تدميره، حيث لم نتعلم أن أهم جزء فى بناء أى هرم هو قاعدته.

وقاعدة الهرم الذى أتحدث عنها هنا هى «أدب الأطفال» لدينا، فرغم وفرة الكتّاب وأعمالهم الأدبية العظيمة فى جميع المجالات من كتابة ورسم ومسرح وخلافه، ورغم ما يحدث فيه من طفرات سريعة وتطور ونمو، إلا أن هذا كله لا نشعر به، ولا نستطيع أن نطلق عليه «تيار أدبى» يقوم ببناء وتثقيف الطفل المصرى صاحب القاعدة فى مجتمعنا، بل وأهم قاعدة، هذا لو أردنا بناء هذا المجتمع وإنسانه.

ذلك لآن النظرة لأدب الطفل لدينا، نظرة متدنية، ويتم النظر إليه على أنه أدب درجة ثانية، فأنت ككاتب أو رسام أو ممثل أطفال أو ناشر، لن تنال الشهرة أو المجد الأدبى أو تصل أفكارك للطفل المصرى مهما فعلت فى هذا المجال، وأتذكر هنا مثلًا، عندما كانت شركة صوت القاهرة تقوم بإنتاج مسلسلات وأعمال للأطفال- وذلك قبل أن يتم إغلاق هذا الباب تمامًا– فإنهم كانوا يدفعون نصف أجر المخرج أو الممثل أو المؤلف، على أساس أن العمل للأطفال وبالتالى ينظرون إليه بدرجة متدنية.

هكذا هى نظرتنا لأدب الطفل، فهو فى مرتبة أقل سواء الكتاب وصانعه الكاتب والرسام والناشر أيضًا.

إلا أنه قد حدثت طفرة كبيرة فى مجال الكتابة للأطفال خلال السنوات القليلة الماضية، ويرجع ذلك لانتباه بعض المؤسسات العربية ودور النشر المصرية لأدب الطفل وأهميته وكيف يتم تطويره وتنميته، ويعود الفضل أيضا للدكتورة عفاف طبالة والتى حصدت الكثير من الجوائز العالمية والعربية الكبيرة منها جائزة الشيخ زايد وانا ليندا واتصالات، فقد أحدثت – طبالة– نقلة نوعية فى أدب الأطفال لدينا، وجعلتنا ننتبه لهذا الفرع من الأدب، وذلك من خلال كتابات جديدة ومغايرة تهتم بالطفل وتنميته وإخراجه من سكون قصص لم تتطور مثلما تتطور الحياة حولنا.

ولكن الحياة ليست كتابة فقط، فها هى – طبالة – تشرع فى بناء قاعدة الهرم – حيث تقوم بقيادتها وتساندها دار نشر «نهضة مصر» بتأسيس حركة نقدية على أسس علمية، وهو ما كان يجب أن يحدث من زمن بعيد، حتى نستطيع إلقاء الضوء على هذه الكتابات والفنون وتطويرها بحركة نقدية توازى ما يطرح من كتب وقصص فى هذا المجال.

إن عفاف طبالة لا تكل ولا تهدأ عن الاجتهاد لتطوير فنون الكتابة للأطفال الرسومات أو كل المجالات التى تدعم عقلية الطفل المصري.

أتمنى أن يكون تأسيس تلك الحركة نواة حقيقية للنظر إلى «أدب الطفل» نظرة حقيقة بصفته أدب الدرجة الأولى وقاعدة الهرم الذى أتمنى أن نتعلم من أجدادنا العظماء كيف نقوم ببنائه.

 

[email protected]