رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

لا أتصور أن البرادعى كان بهذه الحقارة وهذه البذاءة.. صراحة، أحسست بصدمة بالغة.. وبغض النظر عن موقفى من التسجيلات والتسريبات، فما قاله البرادعى عن رموز مصر كان بشعًا.. فهل معقول أن يكون الجميع زبالة وأزبل من الزبالة وحميرًا وأفاقين؟.. هل هكذا كان يرى البرادعى المحيطين به؟.. هل هذا هو الرجل الطيب، الذى اكتشفنا أنه يفيض بذاءة؟.. هل كان فضحه «على الهواء» عملًا وطنيًا؟!

لم ينل البرادعى من واحد ينافسه، أو آخر يتمتع بهذه الصفات فعلًا، لكنه شتم الجميع وسب الجميع.. من أول عمرو موسى إلى فتحى سرور ويحيى الجمل، مرورًا بالدكتور محمد غنيم، ومجدى الجلاد ومنى الشاذلى.. أقلها أنهم أزبل من الزبالة.. ثم يقول إنهم ليسوا رموز مصر، ولكنهم «زبالين مصر».. يا خبر أسود.. ما كل هذا التطاول؟.. الحمد لله لم نعرف له طريقًا ولم نكن من شلته، ولم نكن من دراويشه!

البرادعى هاجم رموز الثورة وهاجم الفلول وهاجم الإعلاميين الذين ساندوه، وهاجم عصام شرف الذى فرضه على المجلس العسكرى.. وقال إنه مش بيفهم حاجة.. الله، فمن الذى يفهم؟.. ولماذا لا يرد عليه غنيم وعمرو موسى؟.. لماذا رد عليه فتحى سرور فقط؟.. معظم الذين سبهم وشتمهم وهاجمهم أحياء يرزقون.. جورج إسحاق حيوان وتيار اليسار زبالة.. كأنه بلاعة وانفتحت، وخرجت منها كل القاذورات!

لا أفهم صمت النخبة على شتائم البرادعى.. ولا أستوعب لماذا لم يصدروا بيانًا ضده؟.. هل يقولون مثلًا يا سيدى فوّت؟.. هل يقولون: يا عزيزى كلنا حمير؟.. كل يوم أندهش من تسريب جديد.. تخيلوا العوا والبشرى فى نظره حمير وزبالة.. وتصوروا كيف احتفى به الإخوان، مع أنه يرى العريان «مجنون وراجل أفاق وحمار»؟.. أما مصر فهى دولة عشوائية.. يعمل فيها، لوحده، بعيدًا عن هؤلاء الزبالة!

صدمتى فوق الاحتمال فعلًا.. هذا هو القديس الذى رآه شباب الثورة مخلّصًا ومنقذًا.. وهذا هو الراهب الذى ظن البعض أنه يريد الديمقراطية وحقوق الإنسان، فإذا به يريد فرض الطوارئ وتكميم الأفواه.. هذا هو الرجل الليبرالى الذى يتحدث عن الاختلاف فى الرأى وقبول الآخر، فإذا هو يرى الآخرين زبالة ومتخلفين وحميرًا.. فاجأنى أيضًا رأيه فى مجدى الجلاد، ومنى الشاذلى، وترحمت على د. يحيى الجمل!

لم نعرف رأيه فى الكثيرين.. لكن كلامه عن «الجلاد» مأساوى، وهو الذى دعمه وسانده.. فقد هاجمه بقوله:

«واضح إنه فعلا راجل مجنون يا على، وواضح إنهم بيدوله معلومات غلط، وواضح إنه ضارب، دى ناس متخلفة، تخيل يكلموا حد زيّى يقوله بكرة عندك «حوار وطنى».. وهلاقى بكرة ناس مش عايز أشوف خلقتها، العوا، طارق البشرى، زبالة الزبالات الناس دى زبالة يا على.. ما تقربش منها»!

الآن كيف يدافع البرادعى عن نفسه؟.. بأى وجه يلقى هؤلاء؟.. كلهم حمير وزبالة، لا يستثنى منهم أحدًا.. كلهم متخلفون وأفاقون.. هو الوحيد الذى يفهم.. وهو الوحيد الذى يعرف الشعب عاوز إيه.. أصيب بجنون العظمة، قبل أن يقعد على كرسى الرئاسة.. فكيف لو أصبح رئيسًا؟.. ربما كان يرانا شعبًا من الحمير!