رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

 

 

عرضت قناة الحياة ببرنامجها مهمة خاصة مخالفات كارثية في مصنع حلويات بالمحلة الكبرى في محافظة الغربية منها أن المصنع يقع بين المزارع!، وبعض الخامات الداخلة فى التصنيع وجدت منتهية الصلاحية والمبنى أصلاً كان مزرعة دواجن! وأظهر التحقيق صوراً لبعض حوائط المبنى المعيبة مغطاة بألواح خشبية لتخفى ما خلفها من شروخ وفجوات بها تحتوى على حشرات وزواحف!، وفتحات صرف المياه تصب مباشرة على المزارع المجاورة مما يساعد على دخول الفئران للمبنى!.. وفى الوقت الذى حشد فيه مقدم البرامج مجموعة من المسئولين لإدانة صاحب المصنع – كان من بينهم مندوب من وزارة الصحة، ومفتش عام الأغذية بها، ورئيس الإدارة المركزية لشئون البيئة – ومحاصرته بمجموعة أسئلة تحدث فيها بلغة وكيل النيابة لا بلغة الإعلام وقد دعا هؤلاء المعنيين لمؤازرته فيما رآه وارتآه، ولكن غاب عنه تماماً أو فاته إدانة أشد لهؤلاء الذين أحضرهم وللقائمين برعاية مصالح المواطنين بالمحافظة الواقع فى نطاقها المصنع، بينما كانت الإدانة الأشد هى التى حاقت بمن أعطى التصريح والتصديق على إقامة هذه المنشأة لتصادمها المباشر مع صلاحية الموقع وهيكل المنشأة مدنيا ومعماريا ومع كل قواعد الصحة المهنية Industrial Hygiene..

دراسة المنشأة بدءاً من موقع المصنع وما يحيط به وتأثيرهما وتأثرهما بهذه البيئة ومراجعة خرائط المنطقة إنشائياً من حيث الأعمدة الخرسانية وقواعدها والتربة المقامة عليها.. ومعمارياً من حيث المساحة فائقة النظافة clean area والتى يتحتم أن يكون ضغط الهواء بها أعلى مما يجاورها نسبياً.. وتحديد أماكن خلع الملابس والغرف المعقمة.. دورات المياه والصرف الصحى.. ومسارات تحرك العمال من بداية العمل حتى الانتهاء منه.. مصادر التهوية وطرد الهواء! - ثم ماذا عن الكشف الدورى صحياً على كل العاملين.. من تحليلات وآشعات وكافة الفحوص الطبية.. والكشف على كل وسائل النظافة الشخصية لهم بدءاً من تقليم الأظافر.. تدوين أسماء كل العاملين والتحقق من عدم تشغيل كل من لا يحمل تصريحاً بالعمل فى مجال الأغذية والأطعمة بكل أنواعها ومراحلها وميعاد تجديد التصريح!.. غرفة خلع الملابس لإبدالها بالزى المعقم وتحديد وسيلة التعقيم!..

تحديد التحذيرات الرئيسية، منها على سبيل المثال عند الخروج من دورات المياه يتحتم تغير الملابس المعقمة بأخرى فوراً.. إلخ.. المنتجات الغذائية يجب تداولها بأدوات معقمة قبل تغليفها وعدم ملامستها باليد إطلاقاً!.. يتحتم على كل العاملين فى هذه المجالات اجتياز دورات مكثفة عن الميكروبات المحمولة جواً Airborne microbes والجراثيم وكيف يمكن أن تنقل الأمراض عن جراثيم عالقة بالملابس أو على الأيدى أو بالعطس!.. هناك أمراض جلدية تنتقل باللمس.. عوالق الهواء من أتربة وأبخرة ورذاذ وأكاسيد وأدخنة وجراثيم وميكروبات يتحتم خلو المساحة النظيفة بمصانع الأغذية وما يماثلها منها.. يجب أن يكون واضحاً تماماً لكل المسئولين عن صحة الإنسان أن انتقال ملوثات الجو من العوالق السابق ذكرها للإنسان لا تكون عن طريق الاستنشاق فقط وإنما عن ثلاثة مصادر هى:

1 - الاستنشاق 2 - البلع 3 - امتصاص الجلد.. ومما سبق يتحتم أن يتواجد العمال فى صالة الإنتاج بالملابس المعقمة.. الكمامة – غطاء الرأس – المريلة – غطاء الحذاء وإذا خرج من صالة الإنتاج لأى مكان آخر بالمصنع نستبدل هذه الملابس المعقمة بأخرى!.. هذه بديهيات فى علم الصحة اكتفى بما ذكرت منها.. وفى النهاية أؤكد أن الخامات الداخلة فى المنتج حتى ولو لم تكن منتهية الصلاحية فليس هذا دليلاً على سلامتها، لماذا؟.. لأن هذا مقرون بثلاثة شروط هى بالتحديد درجة الحرارة – الرطوبة – التهوية وطرق التخزين!..