رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أحوالنا

ومضي عام ٢٠١٦ الميلادى بخيره وشره، واستقبلنا العام الجديد ٢٠١٧ بكل الترحاب، يحدونا أمل عريض في أن يكون عاماً سعيداً تتحقق فيه آمال مصر في النهضة والتقدم والسلام. وفي الاسبوع الماضي ألقينا نظرة علي أوراق العام الراحل علي المستوي العالمي والاقليمي، ورأينا كيف انه كان عاماً كثرت فيه النزاعات وزرعت فيه النزعات العنصرية الرامية الي العزلة والانفصال ونشر الكراهية والبغضاء بين الدول والشعوب، وإذا كان ذلك حال العالم والإقليم الذي ننتمي اليه فماذا كان حالنا في بلدنا مصر في العام المنصرم، لم يكن العام الراحل عاماً عادياً بكل المقاييس، فقد عايشنا فيه العديد من أحداث الإرهاب المأساوية التي راح ضحيتها العديد من زهرة شباب مصر ورجالها ونسائها وأطفالها، والتي انتهت بحادثة الكنيسة البطرسية المروعة التي جاءت بمثابة صدمة للجميع في وقت الاحتفالات بعيد الميلاد المجيد للسيد المسيح عليه السلام وترقب الاحتفاء بالعام الجديد.

وعلي عكس ما قصد إليه أهل الشر من الإرهابيين الذين دبروا ونفذوا هذا العمل الإجرامي من إيقاع الفُرقة بين المصريين وتشتيت جمعهم، وقف الجميع صفاً واحداً وعلي قلب رجل واحد في إدانة ما حدث وأظهروا للعالم أجمع ان مثل هذه الاعمال الإجرامية لن تهز إرادة أبناء هذا الشعب العريق أو تحرفهم عن الطريق الذي اختاروه لأنفسهم قيد أنملة، فعلي الرغم من العمليات الإرهابية الحمقاء، واصلت مصر عمليات التنمية والبناء التي امتدت علي طول البلاد وعرضها، وشملت الطرق والكباري والانفاق والمصانع واستصلاح الاراضي والإسكان والتعليم والصحة، باختصار تنمية شاملة في جميع الميادين. ومن أجل هذا شهد العام الماضي اتخاذ العديد من القرارات الصعبة علي الصعيد الاقتصادي، منها تطبيق ضريبة القيمة المضافة علي السلع والخدمات ورفع أسعار المنتجات البترولية والاهم تعويم الجنيه المصري مقابل العملات الرئيسية في العالم، وقد أسفرت هذه القرارات عن موجات من الغلاء أثرت علي الطبقتين الفقيرة والمتوسطة وأصبح لزاماً علي الجميع التقشف لمواجهة التحديات الجديدة، وأثبت الشعب المصري مرة أخري انه شعب عظيم يتحمل الصعاب طالما انها خطوة في طريق الاصلاح الذي يهدف الي بناء مصر المستقبل.

وإذا كنا نتطلع الي العام الجديد بكل الأمل والتفاؤل في أن يكون عاماً أفضل من سابقه وأن تتحقق فيه كل أمانينا، فيا تري ما هو السبيل لإدراك ذلك؟ ما هو السبيل الي توحيد الصفوف وتعزيز الروابط بين أبناء الشعب وتقوية علاقات الود ولم شمل الجميع وجمع كلمتهم علي هدف واحد وهو رفع اسم مصر بين سائر الامم ودفعها الي الامام لتحتل المكانة التي تليق بها بين الامم؟ ان أفضل سبيل الي تحقيق ذلك هو الحب، نعم، إشاعة الحب بين الجميع ونزع البغضاء والكراهية من القلوب لتحل محلها مشاعر الحب والمودة كفيلة بتحقيق كل الآمال المرجوة في العيش الافضل ونشدان السعادة التي تظل الهدف الاسمي لبني الانسان، ولكي يتحقق ذلك الهدف ينبغي علي كل فرد أن يؤمن بالمبدأ الاخلاقي الذي نادت به الشرائع السماوية والعديد من المذاهب الفلسفية والذي يتلخص في العبارة التالية: أحب لأخيك ما تحب لنفسك، ان تطبيق هذا المبدأ كفيل بتغيير شكل العالم من حولنا، لانه كفيل بنزع الأنانية من القلوب وباحلال الرحمة محل الحقد والتراحم محل التشاحن والبر والعطف واللين محل القسوة والعنف والغطرسة، ان تطبيق هذا المبدأ لن يترك بيننا فقير مُعدم ولا جائع محروم، ان مجتمعاً تسوده روح الحب والوئام سيكون مجتمعاً مثالياً يحقق أبناؤه ما كان زعيم مصر الخالد سعد زغلول يحلم به في أن تقوم المحبة بين الناس مقام القانون، فليكن هذا هدفنا ولنجعل العام الجديد عاماً للحب.