رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

فى الوقت الذى كانت فيه الجماهير تحتفل بليلة رأس السنة، وترقص مع دينا وصافينار فى الفنادق الكبرى، وتغنى مع عمرو دياب وتامر حسنى وغيرهم، كانت هناك عيون ساهرة تحمى الفنادق من الإرهاب، وأخرى ساهرة تحمى الوطن من الفساد.. فإذا أردتم أن تقولوا شكراً من قلوبكم، قولوها لرجال الرقابة الإدارية.. كانوا هناك فى مغارة على بابا.. يبحثون عن وائل بك، تنفيذاً لقرار النائب العام بالضبط!

وما إن دقت الساعة الثانية عشرة صباحاً، إيذانا ببدء يوم جديد فى شهر جديد، فى عام جديد، كانت التشريفة على باب أحد الفنادق، فى مدينة نصر، تنتظر ساعة الصفر.. فقد كان هذا هو الوقت المحدد للقبض على وائل بك شلبى الأمين العام لمجلس الدولة المستقيل، حتى تزول عنه حصانته، ويصبح بالتالى اتخاذ الإجراءات معه أمراً قانونياً ميخرش المية.. فقد كانت الحصانة تحمى الفساد فى مجلس الدولة!

فلم يكن صحيحاً، أن هيئة الرقابة ألقت القبض على وائل بك عقب تقديم الاستقالة.. ولم يكن صحيحاً أنها قبضت عليه فور خروجه من مبنى مجلس الدولة.. كل هذه افتكاسات ممن يدعون معرفة الكواليس.. المعلومة الصحيحة والتى دونها بيان الرقابة أنها ألقت القبض عليه فى الدقائق الأولى أمس.. حتى تكون الحصانة قد سقطت بالاستقالة، وحتى لا يحدث خطأ فى الإجراءات، ولا يخرج منها كالشعرة من العجين!

وكنت أعرف المعلومات الصحيحة، ولم أنشرها حتى لا يهرب المتهم.. وكنت أعرف المعلومات على وجه الدقة أنه تحت المراقبة والمتابعة، وكنت أعرف أن «الفار فى المصيدة»، مع ذلك لم نفتكس مثل المفتكسين.. وحين تم القبض عليه، عرفت أنه من حقى أن أكتب ما أشاء، دون خوف من هروب المتهم.. حين ذهبت إليه الرقابة تقول له: اتفضل معانا، كما لو كانت تقول له ساخرة: «هابى نيو يير يا وائل بك»!

ولا أخفى شعورى بالدهشة، أنه كان يقضى رأس السنة فى الفندق.. فما هذه النوعيات بالضبط؟.. هل كان يتصور أن وجوده فى الفندق، يمنعه من القبض عليه؟.. أما كان أولى به أن يبقى فى بيته، ليودع أولاده الوداع الأخير؟.. هل كان يشعر بالخجل؟.. هل كان يخشى أن ينظر فى وجوههم؟.. أم كان يريد أن يقضى ليلة رأس السنة أيضاً؟.. ألم يكن يدرى أن تقديم الاستقالة هو بداية لمشوار طويل يعرفه أمثاله؟!

قبل إعلان استقالة الأمين العام، كنت أعرف أن الأمين العام فى طريقه للتشريفة.. وقبل قرار المجلس الخاص علمت ان الضبط لن يقتصر على «لبّان مجلس الدولة».. مصادر مهمة أبلغتنى بأسماء رموز الفساد ومراكز القوى فى المجلس العريق.. هذه المصادر كانت تتمزق من الحزن.. وتؤكد أن أغلبية القضاة شرفاء.. والآن أستطيع أن أقول باطمئنان إن التحقيقات قد تطال أحد رؤساء المجلس السابقين!

أعرف أن الإجراءات التى اتخذها مجلس الدولة هدفها تطهير البيت، وأعرف أن اللجان المشكلة هدفها احتواء الموقف وكأنها تقول: كفاية كده!.. وأعرف أن الصدمة فوق الاحتمال بين القضاة.. لكننى أتوقع صدمة أكبر، لأن «جمال اللبّان» لم يكن وحده، ولكنه كان آخر واحد فى قاعدة الهرم.. وكل هرم له قاعدة ورأس!