رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

كل سنة وأنتم بخير.. ساعات ويحل علينا عام جديد..

هل تتذكرون ما قلناه فى نهاية العام الماضى؟. لا تتعبوا أنفسكم بالتفكير، فما تقولونه اليوم عن عام 2016، هو هو ما قلتموه من قبل عن عام 2015 وغيره من أعوام سابقة.. فنحن فى نهاية كل عام نَلعَنه، ونتمنى رحيلَه بأسرع مما ينتهى. ونتطلعُ ـ دائمًا ـ لعامٍ جديد نتمنى أنْ يكوَن أفضل، لكنَّ هذا «الأفضل»لا يأتى؛ لأننا لا يُرضينا ما مضى، ولا نقنع بما سيأتى..

ومع رحيل العام نسمع أوصافًا هى هى ما وصفنا بها العام الماضى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، ونتناسى أنَّ كلَ عامٍ فيه الحوادث، وفيه الخطايا، وفيه الدمار، وفيه الخراب، وفيه الأحزان، تمامًا مثلما فيه من أفراح.. نتذكر فقط الفواجع والمصائب والمآسى، وننسى كل ما أسعدنا.. نبكى فى الحزن، وإذا فرحنا أيضًا نبكى، ونقول اللهم اجعله خير!!..

واستعدادًا لاستقبال العام الجديد هناك ملايين المصريين ممن ملأوا الدنيا ضجيجًا وصراخًا وشكوى من الغلاء وسوء الأحوال وبلايا العام، أراهم وقد استعدوا للاحتفال برأس السنة.. جهزوا كل شىء للمُتعة والسهر والمرح، فى ليلة يُريدُونها من ليالي ألف ليلة، ينسون فيها الضجر من غلاء لم يُعانونه، ومن سوء حال ليس حالهم، ومن بلايا لم تمسهم، ومن مُر لم يذُوقوه.. هؤلاء يرددون ما يسمعون، ويقولون مالا يشعرون، يُجارون الناسَ فقط، ليُثبِتوا ـ على غير الحقيقة ـ أنهم أحياء وبُسطاء، ويُحِسون بالفقراء، وهم أبعد ما يكونون عن الواقع.. وفى مصر ملايين غيرهم سيقضُّون ليلة رأس السنة كغيرها من الليالى؛ فهم لا يعرفون للسنة رأسًا من ذيل.. ولا يعرفون شجرة عيد الميلاد، ولا شجرة عيد الموت.. ولا يعرفون بابا نويل ولا بابا عبده.. ولا يُميزون بين شماريخ العيد وشماريخ الإخوان.. هؤلاء يُكملون عشاءَهم نومًا ككل الليالى، أحزمتهم مربوطة على بطون خاوية، لن تجمعهم سهرات الأُنس والانسجام والفرح، فحياتهم يقضونها بأى شكل أيامًا متشابهات.. حفلاتهم مجرد «كُباية» شاى حتى وإن كانت بدون سكر، فى قعدة أمام التليفزيون. ليست لهم أحلام ولا أمنيات أكثر مِنْ أنْ يُديمَ  الله عليهم ما هم فيه.. أُمنية لو عَلِمَها غيُرهم ممن يعيشون على الجانب الآخر لتمنَوْها.. إنها راحة البال..

هذه هى صورة مصر اليوم مِنَ الوجهين.

مرة ثانية كل سنة وأنتم طيبون.

[email protected]