رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ سنوات وفى هذا المكان كتبت مقالة بعنوان (عائلتى القبطية) وكنت أؤكد على نسيج هذه الأمة هذا الشعب الأصيل الذى يرفض ويلفظ أى فكر متطرف يفرق بين المصريين هذا مسلم وهذا مسيحى وهذا صعيدى وهذا بحراوى.. كلها محاولات مغرضة تستهدف مصر وشعبها وأنا على يقين بأن مصر المذكورة بالقرآن الكريم مهد الرسالات لن تنجح معها محاولات إخوان الشياطين وحادث تفجير الكاتدرائية الآثم الغادر الجبان جعلنى أعيد نشر مقالتى (عائلتى القبطية) وها هى: (قد يتبادر لقارئ مقالى أن كاتبه قبطى ولكن من يقرأ اسمى فسيجد أنه أحمد محمد فولى..!! لا تتعجبوا وتنتابكم الحيرة فإننى بالفعل مسلم ولكن ما هى حكاية عائلتى القبطية.. سأوضح لكم ولا عجب فى هذا على الإطلاق.. إننى من عائلة مسلمة ولكن لى عائلة قبطية أيضًا لها منى كل الورد والاحترام والمحبة فإننى عشت طفولتى بحى العباسية وكان لنا جيران أقباط بينهم وبين عائلتى جيرة وصداقة حميمة جدًا فها هو اللواء شوقى القطشة من أقباط المنيا وزوجته السيدة الفاضلة جانيت وأبناؤه شريف وشادية عشنا سنين طويلة تربطنا بهذه الهائلة روابط الجيرة والمحبة ونشأنا معا، عائلا الاسرتين ضابطا شرطة اللواء شوقى واللواء فولى زميلا عمل وجيران سكن وصداقة عائلية دامت العمر وعندما أدخلنى والدى المدرسة الابتدائية والاعدادية كان مدير مدرستى وناظرها المربى الفاضل فؤاد حبيب ولا أنسى فضله فى تعليمى وهو قبطى أيضًا وعندما انتقلت إلى المدرسة الثانوية كان من زملاء دراستى ومن اصدقائى المقربين زميلى عيسى غرغور وهو قبطى أيضًا ولى معه زمالة وصداقة فهو كان زميلنا القبطى وكنا نتناوب المذاكرة فى منزل كل واحد من أصدقائنا يوما بعد يوم ومنها منزل زميلنا عيسى القبطى ولا ننسى مدرس الجغرافية شديد البأس عطية المجريسى الذى كنا نخشى حصته ولكنه كان استاذًا بارعًا ومتمكنًا من مادته وزميله الأستاذ مدرس اللغة الفرنسية فيكتور وهما مدرسان قبطيان وتعلمنا منهما إلى جوار مدرسينا المسلمين الفضائل والأدب قبل العلم والمعرفة ونكن لهم كل العرفان والجميل والتحقت بكلية الشرطة فى مقتبل حياتى مع زملاء منهم القبطى ومنهم المسلم وتزاملنا طوال المرحلة الطويلة رحلة الحياة بالكلية وخارجها ضباطًا للشرطة وكان قائدى وأنا ملازم صغير العقيد مهيب باسيلى علمنى الكثير وأفادنى بخبرته الطويلة وعلى مدى أربعين عامًا وحتى بعد خروجنا للتقاعد نتقابل كل شهر مرة فى جلسة نتذكر فيها رحلة حياتنا مسلمين وأقباطًا ومنهم اللواء صلاح عزيز برسوم وضياء نسيم مشرقى وغيرهما كثيرون لم نعرف يومًا فرقًا واحدًا بين أى منا ولم تكن ديانتنا تطرأ على بالنا على الاطلاق، ففى شهر رمضان من كل عام تتجمع دفعتنا بالكامل على مائدة افطار ليكون أول الحاضرين فيها هم زملاءنا الأقباط قبل المسلمين نفطر إفطارًا رمضانيًا ونحتفل بالشهر جميعًا معًا وحتى تنتهى رحلة العمر تدوم الصداقة لا نعرف فيها إلا أننا زملاء أو جيران وأصدقاء مصريون يجمعنا وطن واحد لم يعرف يومًا تعصبًا لدين أو لملة بل كل ما يعرفونه هو النشأة والجيرة والصداقة فى بلد على مر التاريخ يعيش فيه الأقباط والمسلمون متحابين متجاورين عاشوا معًا احزانًا وأزمات، انتصارات وأمجاداً لم تفرق بينهم السنون أو الأيام بل شعب واحد كل له دينه فى علاقته مع خالقه رب العالمين ولكن تظلهم سماء هذا الوطن العزيز وكانت هذه سمة هذا الشعب الأصيل نسيجاً واحداً ماضياً وحاضراً مستقبلاً واحداً.