رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نماذج من أشهر المحكوم عليهم بالإعدام ولعل أشهر من حكم عليه بالإعدام هو الفيلسوف سالف الذكر سقراط حقاً مات المعلم والأستاذ

سقراط هو إمام المحكوم عليهم بالإعدام: محاكمة تاريخية، مواجهة مع قضاته فيها قوة البيان  وحسن الدفاع، وشجاعة فى مواجهة الحكم والموت، وحاول أتباعه وتلاميذه وأيضاً حراس سجنه أن يمدوا له يد العون «للهرب» فأبى وتكبر، وبذلك يكون قد هدم فلسفته عن «الحقيقة» وعن «الشجاعة» وعن «احترام الأحكام»، وشرب كأس السم، كأس الموت فى هدوء.. وبدأت البشرية تحكى قصة شجاعته يوم شرب السم وبدأ يسرى فى جسده - على مرأى منهم - وكان سقراط أكثرهم قوة وشجاعة.

لنقلب النظر فى الأمر، وسنرى أن ثمة بارقة من الأمل تبشر بأن الموت خير، فهو احدى اثنتين: إما أن يكون الموت عدماً وغيبوبة، وإما كما نروى عن الناس تغيراً وانتقالاً للنفس من هذا العالم إلى عالم آخر، فلو فرضتم فيه انعدام الشعور وأنه كرقدة النائم لا تزعجه حتى الأحلام، ففى الموت نفع لا نزاع فيه، أما إن كان الموت ارتحالاً إلى مكان آخر، حيث يستقر الموتى جميعاً كما يقال.. فأى خير يكون أعظم من هذا أيها الأصدقاء والقضاة، وإذا كان حقاً أنه إذا بلغ الراحل العالم الأدنى وألفى - قضاة بمعنى الكلمة الصحيح - فما أحب إلى النفس ذلك الارتحال لو كان هذا حقاً».

قالها فى سمع الزمان وأمام قضاته وذهب.

إذن رحل الأستاذ، وقبل رحيله كان لابد أن يواسى أصدقائه: «هدوء يا أصدقائى، دعونى أرحل فى سلام، وابتسم لهم جميعاً والسم يسرى فى جسده الممدود على الأرض: لا تحزنوا.. فإنه حين تدسرونى قبرى اعلموا أنكم تدفنون جسدى وحده وتبقى روحى...

وإذا شاع خبر موت الاستاذ خرج الشباب ثائراً هادراً فى شوارع وميادين أثينا يبكى المعلم ويلعن قوانين الظلم وحكم الإعدام، وبالدموع شيعوه، وجاء صوت أعظم تلاميذه على الزمن، أفلاطون حين أعلن فى أى:

اليوم مات أحكم الناس وأعدلهم وأعظمهم جميعاً».