رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

المسئولية المجتمعية للإعلام المرئى والجديد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السيطرة الشاملة على السلوك والتفكير وأسلوب حياة ونمط الحوار والتوجه العام تجاه المجتمع والدولة وكذلك الأسرة المصرية البسيطة وحتى المركبة فكرياً واقتصادياً... بمعنى أن ما يقوم به الإعلام الخاص الآن فى طرحه القضايا السياسية والاقتصادية يجرف المجتمع بأكمله نحو هاوية سلوكية وعدم انتماء لافتقاره إلى الرؤية وللخطة الإعلامية الواضحة التى تبنى مجتمعاً صحياً وليس مجتمعاً استهلاكياً، مجتمعاً يعرف معنى وقيمة الأسرة باعتبارها النواة الأولى للمجتمع وكذلك المدرسة التى تؤهل الفرد ليكون فعالاً ومبدعاً وفى ذات الوقت منتمياً للوطن ومنتجاً فى أى مجال من مجالات العمل ...

 الإعلام فى القنوات الخاصة يسير فى اتجاهين عكس بعضهما البعض متضادين وليس فقط متصادمين لأن ذلك الإعلام ينقسم إلى عدة مجموعات لا يربط بينهما أى رابط إبداعى أو فكرى أو إعلامى وإنما هو إعلام تسيطر عليه الإعلانات فى مقابل الهاجس الأمنى والرقابة الدينية المهيمنة على القوانين الحالية والتى يروج لها العديد فى الفقرات والبرامج الدينية التى تدفع المجتمع نحو المزيد من التطرف والتعصب والدخول فى فرعيات لا أصول لها ولا جذور ... فالبرامج الدينية سواء فى الإذاعة أو التليفزيون صارت جزءا أصيلاً من الخريطة الإعلامية على التوازى مع برامج النساء والطبخ والفن وإن كانت البرامج الفنية معظمها يعمل على المسح الفكرى والتسطيح  الثقافي والوجداني للمواطن المصري من خلال استضافة نجوم الفن ومناقشة تفاصيل ملابسهم وعلاقتهم وخناقتهم ومشوار الفن والوصول إلى النجومية التي امتلأت بها سماء الفن المصري تلك النجوم المظلمة أو الباهتة التي لا ترى بالعين المجردة وإنما بأصحاب المال والقلم من الصحفيين والمعدين القادرين على إضاءة تلك النجوم وترويجهم كالسلع التموينية في البرامج واللقاءات والصور مع غياب تام لأي برامج فكرية أو ثقافية بسيطة عن التاريخ القديم أو الحديث أو الآثار المصرية الإسلامية والقبطية ومحاولة جذب الصغار والشباب نحو الثقافة المصرية أو الثقافة الشعبية وأصولها وجذورها ولا نجد أي برامج عن الفنون البصرية والتشكيلية أو فنون الموسيقى وأنواعها والرقص الشعبي أو الإيقاعي كما كان في الماضي من برامج متخصصة تظهر وتقدم على خجل واستحياء في منتصف الليل أو قرب صلاة الفجر حيث الجميع نيام وفي سبات عن الثقافة والمسرح والفنون وعن والكتاب والمفكرين والمبدعين وعن قصور الثقافة وما تقدمه للمجتمع في الريف والصعيد والسواحل المصرية ..لم تعد هناك أي برامج فكرية وفنية جادة تعلم وتثقف وتنمي الوعي لدى المصريين ولكن توارى دور ماسبيرو تليفزيون الدولة وانحسرت القنوات المحلية وانغلقت على ذواتها ولم يعد لها أي حضور على الشاشة الإعلامية المصرية .. أما الفضائيات المفتوحة فإنها تقدم ما يحلو لها من برامج للمزيد من الربحية والإعلانات وارتفاع مؤشر المشاهدة ونقاطها لجلب المزيد من الأموال عن طريق برامج الطبخ والعلاقات المشبوهة والستات التي تعيد ذات النميمة عن قضايا خاصة تقدم عليها برامج الفتاوي الدينية عن الوضوء والزواج والطلاق وخروج المرأة دون إذن الزوج أو وصول المياه إلى كعب القدم وأهمية تفسير الكعب وأين نضع اليد عند الصلاة وما شابه من تساؤلات عن السبايا وزواج الفتيات الصغيرات وشرعية السن المناسبة للمرأة والشيخ الكهل ومصارف زكاة المال فى الجمعيات الخيرية وكلاهما برامج يملأ الشاشات والإذاعات ... أما المسلسلات فيا ويلنا مما أصابنا من تدمير للحارة وتدمير للكمبوند وتدمير لصورة المرأة والأسرة المصرية فالكل فاسدون مرتشون ضائعون يبيعون الرخيص والغالى من أجل المال لا توجد برامج للأطفال ولا سينما ولا كرتون ولا أى توجه نحو الجيل القادم ... الإعلام الجديد يعنى السينما والدراما والكرتون وليس فقط البرامج والمقالات أو الانترنت والتويتر ... نحن نسير إلى هاوية كبرى بسرعة لا يمكن أن يدركها إلا بعد فوات الأوان ... أفيقوا يرحمكم الله.