عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإرادة القوية هى أقصى درجة من درجات الإصرار على النجاح. والنجاح هنا ليس مُجرَّد نجاح مهمة أو عمل أو فكرة. ولـكـن الإصرار على النجـاح أو بمعنى أدق هـو إنجـاح المهمـة، وهـذا لا يتم إلا بالإرادة، ولابد أن تكون إرادة قوية، والإرادة القوية تحتاج تحديد الهدف والغاية المُرجوة ويوضع الهدف نصب أعيننا مع استخدام كل المواهـب والأدوات لتحقيق هذا الهدف، ويكون الهدف دائماً هدفاً وطنياً سامياً، وإذا تمَّ تطبيق ذلك على أى كيان فى الدولة، فإننا لابد أن ننظر للدولة على أنها تتعرض للأزمات القوية سواءً كانت أزمات طبيعية أو أزمات مُفتعلة لكى تخرج من أزمتها أقوى مما قبل ذلك. ومن هذا المُنطلق، يجب تقييم قدرات ومُقدرات شعب هذه الدولة، ويتم قياس مدى تضحياته وقدرته على التغلب على المصاعب والتحديات مهما كانت سواءً الداخلية منها، وكذا الخارجية وما أكثرها، فإذا كانت الأزمة طبيعية فيتم التناول من وجهة النظر الدولية من اتجاه قدرات حكومة الدولة وإدارتها على الاستعداد والتجهيز لتخطى هذه الأزمة قبل حدوثها والآثار المُترتبة على الأزمة بعد الحدث، أمَّا إذا كانت الأزمة مُفتعلة فإنَّ التقييم يتم فى إطار أوسع يتم من خلاله وضْع النسيج المُكوِّن للدولة إلى جانب الاستعداد والقوة والاستراتيجية لمكونات إدارة الدولة، واتخاذ القرار نحو تقييم الأزمة والقدرة على استيعابها وتخطيها. أما مُصطلح «تحدى التحدى» فهو التغلُب على كل التحديات مهما كانت حتى وإنْ وصَل إلى تحدى ذوى الاحتياجات الخاصة، وتحقيق المعجزات، فلقد قهر الظلام د. طه حسين، وأصبح عميد الأدب العربى وبيتهوفن الموسيقار العالمى أبدع بعدما فقد سمعه وعزف أقوى المقطوعات الموسيقية فهذا تحدى عدم الإبصار، وذاك تحدى عدم السمع وحققا ما لا يحققه إنسان عادى.

ومن هنا يكون نجاحهم هو تحدى التحدى، فليس هذا بكثير على أنْ يخوض الشعب المصرى مواجهة التحديات على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية من حِصار إرهابى لمصر من كافة المحاور، وهو بالطبع ليس صُدفة، وعلى صعيد محاولات بث الفتن وذرائع الوقيعة مع بعض دول الجوار العربية الأشقاء من جهات أجنبية وأحياناً بمعاونة جهات عربية، كما أنَّ مصر التى تخوض معركة الوجود الاقتصادى وهى من أخطر وأصعب التحديات التى تواجه الدول الكبرى وخاصة أنَّ الظروف والأمور العصيبة التى تعرضت لها مصر على مدار نحو ست سنوات منذ أحداث يناير 2011 كانت كفيلة بسقوط أكبر الدول القادرة على إدارة ومواجهة الأزمات بجميع أنواعها.

فالإرادة القوية وتحدى التحدى للمصريين وبناء حائط سد مُتماثل فى الجيش الشعبى الاجتماعى الذى يواجه التحديات الخارجية لتحويل أى محاولات لاختراق الأيديولوجيات الداخلية له بشكل مُستميت من أعداء الوطن ينظرون لخطوات مصر الإيجابية بنظرة الفزع والترقُب الحذر وهذا العدو يسعى بكل ما يمتلك من مال وعلاقات إقليمية لتقييد مصر وكافة المُحاولات المختلفة لمجرد تعطيل قطار التنمية الذى يحمل عنوان «تحدى التحدى»، ولقد قررت مصر بالإرادة القوية أن تتحدى التحدى، وأن تخوض تجربة بناء الدولة مع المحافظة على الأسس والقواعد الأصلية، والعمل على صناعة كيان جديد يضع مصر فى درجة تقييم أعلى من كُبريات الدول التى تعرضت لنفس الأزمات من قبل، ولكن لم تتشابه الظروف المُحيطة وخاصة فى مراحل التحولات الاقتصادية لنفس الدول مع الظروف التى تخوض فيها مصر تجربتها القوية الرائدة.

ونظراَ لأن التجربة الجريئة التى تخوضها مصر الآن تحت شعار «تحدى التحدى» فى وسط دهاليز الأشواك وبين مؤامرات خارجية وداخلية غير مسبوقة، فيجب أنْ نعلم أنها تجربة قوية تعتمد على الوعى والصبر والتحمُل وترشيد الاستهلاك لأقصى الحدود لكل فئات الشعب وطبقاته، وإننى أؤكد أنَّ تجربة التحدى الإيجابى ستكون منهجاً يُدرَّس فى محافل التنمية البشرية، وأنَّ مصر سوف تعبر هذه الأزمات والتحديات بالإرادة القوية ورعاية الله سبحانه وتعالى التى ذكرها فى كتابة الكريم بأن «ادخلوا مصرَ إن شاء الله آمنين».