رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لست من الباحثين المتخصصين في المسرح ولا أنا من نقاده المحترفين فلماذا سميحة أيوب؟ ليس هناك جواب سوي أنني هاوية للفن الرفيع وربما أكثر ولعاً بالشخصية الإنسانية في عنائها وارتفاعها. قبل كل شيء وبعده أنا احتفظ بموقع جيد بين مقاعد المتفرجين. صاحب هذا المقعد في حصن أمين يصفق حين يشاء وبالحرارة التي يستشعرها.

هذا المتفرج ولع بالفن ممتزج بالإنسان وقد يلتقط روح الفن قبل آلياته وتفاصيله. هذا قد يكون فيه خير كثير. بقي أن أضيف لي ما أتاحه لي اللقاء الإنساني بسميحة أيوب منذ فترة الستينيات، وحتي الآن من معرفة حميمة ربما لا أراها كثيراً بشكل شخصي لكني أشعر أني معها لأبعاد.. في الستينيات كانت سميحة أيوب في قمة مجدها كان ابداعها يتعانق في جدية وحب وثقة مع زوجها الأستاذ سعدالدين وهبة.

كنا نخرج ـ مجموعة الأصدقاء أو نجتمع بعد كل مسرحية من مسرحياتها لكي نناقش العرض. كثير من هذه الجلسات المكملة للمسرحية كانت تمتد في منطقة الحسين حيث يتاح السهر. كانت سميحة أيوب تظل محتفظة بنجوميتها. كانت هذه السهرات أشبه ما تكون بعشاء عمل. تجلس سميحة أيوب في لقائها الخاص ممسكة بناحية الحوار بينما كبار المثقفين الذين يتحلقون حولها يظهرون في الخلفية كمتفرجين أو مستمعين. نراها تتلقي المديح والإعجاب بابتسامة آسرة وانفعال كريم غير ملهوف.. كانت تعبر عن غضبها بشكل ذكي إذا ما بادر أحدهم بتسديد النقد لها. وكنت ألحظها تهب بسرعة لتحيل الدفاع إلي هجوم تحاول أن تجعله يبدو موضوعياً. في تلك الجلسات كانت لا تنسي أبداً أن الأصدقاء المحيطين بها إنما هم في الأصل نقاد لعملها وأن العمل الذي تقوم به سميحة أيوب يجب أن تكون أهلاً لحمايته والذود عنه بكل قوة.

هكذا كنت أشاهدها من مساحتي أما في حياتي فكثيراً ما كنت ألقي برأسي المتعب علي كتفيها كي استريح.. نعم وبلا أدني مبالغة! حضورها الفني والشخصي كان يجعل اليوم أكثر استحقاقاً وأماناً. في وجودها يبدو الهواء محملاً بالأوكسجين قد توافقها أو تعارضها لكنك من المؤكد ستتنفس بشكل أفضل إذ تلقاها ربما تسأل لماذا؟

مع أنها ليست دائماً ناعمة الملمس وتعبيراتها ليست مدهونة بالزبد ثم إنها ليست متخصصة فنيا في أدوار الخير متنوعة الأدوار والقسمات وهذا إنما يؤكد أثرها الصافي الخلاب.

في جلساتها زائرة أو مضيفة ـ ستجد لديها براعة الامتصاص والتوفيق. وفي الواقع أو الفن تمثل نزعة قيادية متزنة ومؤثرة. هي لا تحرض علي شيء وبشكل مباشر بقدر ما تنير الطريق وتجعل الانسان سيدا لمصيره.

في شخصية سميحة أيوب الفنية والانسانية إيجابية حارة تحرك الحياة والمعاني من حولها.. قلما تصدر للناس الأوهام أو الضباب حتي الهزيمة تجسدها كأنها بداية جديدة.. حتي التمزق والضعف فإنه حين يمتزج بذاتها يمكن أن يخرج منها أكثر قبولاً واحتراماً أليس من حق الانسان أن يقع أحياناً دون أن يفقد احترامه لنفسه أو احترامنا؟ إنها واحدة من أهم الفنانين وأكثرهم مسئولية في الحفاظ علي الكيان البشري سليماً ومعافي وكريماً رغم الجراح.

لعلي شديدة الاقتناع بأن شخصية الفنان جزء جوهري من العمل الفني هذا سبب حبنا هنا أو عدم تفضيلنا هناك مع ثبات عامل الجودة الفنية، أتصور أن الفنان يقول في أدائه لعمل ما: هذا رأيي في هذا الموقف وهكذا كنت أؤديه لو واجهني في الحياة لهذا فإن سميحة أيوب في موقف حزين تختلف عن فاتن حمامة ومريم فخر الدين.. إلخ.

في حديث سابق مع المخرج الكبير سعد أردش عنها من وجهة نظر فنية: إن أدوات الفنان لا تشيخ عند سميحة أيوب وهذا يرجع أساساً الي أسلوبها في مواجهة الحياة.. إن طبيعة ومزاج وسلوك الفنان تؤثر علي مهمته كلما كان الفنان مرناً ونظرته إلي الحياة تحكمها الابتسامة الإنسانية والمنطق كلما كان أكثر حفاظاً علي أدائه.

استطرد سعد أردش قائلاً.. هذا ما يميز سميحة أيوب أنها ذكية وحساسة تتعلم وتفلسف الموقف وهي ضحوكة تنظر إلي كثير من الأحداث الجسام باتساع وشمول كما انها في الحقيقة تحبني وتريد أن تكونني وعندما تفشل فهي تخربشني وتعلن سميحة أيوب البعض لم يدرب نفسه علي حساب النفس أما أنا فعرفت النظام مع نفسي أقول لسميحة كثيرا: توقفي اتركي ارفضي وليس عندي رد علي المنافسة غير المشروعة إلا العمل الجيد. ان الهجوم صار مقياسا عندي علي النجاح لو لم أكن ناجحة لكانوا قالوا: مسكينة.. غلبانة وأنا لا أحب أن أكون لذلك.

 

ملامح الشخصية الفنية

سميحة أيوب أو «سيدة المسرح العربي» كما يطلق عليها هي ابنة بارة للمسرح القومي خاضت معه ومن خلال تاريخه العاصف أهم المعارك في سبيل الفن الهادف.. خاضت سميحة أيوب معركة الالتزام فأثبتت أن الفن العظيم يعلو دائماً عن هموم المجتمع ووجدان الانسان. خاضت معركة القومية والعالمية ومعركة حرية التعبير فانتزع المسرح وفرسانه من الثورة حق الأديب والفنان في أن يقيم جهوداً جانبية وبين المجتمع حينما جاء عام المصادرات الكبري الثقافية 1975 وشحت أموال وزارة الثقافة لم تهاجر سميحة أيوب مع من هاجروا وظلت مغروسة في مصر متشبعة بالمسرح الهادف مقابل المسرح التجاري الذي بدأ غزوه يستشري.

 

ما هي نقاط تفردها؟

قال عنها سعد أردش إنها تجيد اللغة العربية وتتعامل معها فنياً بسلاسة وتمكن، ولها صوت جميل في الغناء.

 

سميحة أيوب وسناء جميل

تعد فرس رهان فإن سناء قد تجيد الشخصيات المركبة أما سميحة فإنها تقوم بالشخصية المنطقية بشكل أكثر تميزاً.

بالنسبة لفن الأداء سنجد لسميحة أيوب اسلوباً خاصاً، هناك مثلا أسلوب التقمص والتوحد مع الشخصية بشكل كامل وهناك مدرسة أخري حدث فيها نوع من التغريب في الأداء تري ان يكون هناك مسافة بين الممثل والشخصية التي تؤديها سميحة أيوب قد تندرج في المدرسة الأولي، ومع ذلك فهي تحتفظ بمسافة ما بين شخصيتها وانها لا تندمج تماماً في الدور إلي حد إلغاء ذاتها مهما كانت الشخصية التي تمثلها فهي لا تجعلها تلغي شخصيتها الحقيقية.

أحيانا ما سمعت بعض النقد لها في صفوف المتفرجين: ان شخصية سميحة أيوب طاغية علي أدوارها سألتها عن أدائها المسرحي قالت: أنا أحترم المخرج لكن لي ذاتيتي وأسلوب خاص اكتشفه عفويا وأنا واقفة علي خشبة المسرح لحظة خلق جديدة سألني أحدهم هل تعلمت هذا الاسلوب في بولندا قلت له أنا لم أتعلمه أنا اشتغلته بطريقتي. أنا أهضم كل شيء وأحاول أن أقرب المتفرج للواقع أريده أن يشعر أنه هو الواقف علي المسرح لأن الحياة البسيطة العادية تصل أسرع أضافت محللة: حتي المسرحيات الكلاسيكية أطوع الحركة للطريقة العادية وأجعلها تبدو مودرن حتي يشعر المتفرج أنه يعايش هؤلاء الناس حتي لو أنهم جاءوا من أزمان بعيدة أو بلاد نائية.

إن أداءها المسرحي يماثل إلي حد كبير حواراتها الصحفية ففيها تلقائية واعية وبساطة معجونة بعمق التجربة علي معظم الأسئلة هي ترد برأي محدد فيه تأصيل للموقف الذي تعرضه عليها. هذا يشعر السائل بأنه يتعامل مع فنانة منظمة التفكير تجيد التأمل واستخلاص النتائج.

لم يكن بناء شخصية سميحة أيوب الفني والشخصي سهلاً.. انها نجمة من جيل حفر بأظفاره في الصخر لكي يكون العمل المسرحي رائداً، ولم يكن العمل المسرحي غزيراً ولا مجزياً من الناحية المادية مع هذا فقد اختارته لتعتلي خشبة المسرح فتسيطر علي المكان ويصبح كأنه محرابها. قيل عنها مرة: إنها مزيج من ماريا كالاس وأم كلثوم وقالت عنها ناقدة فرنسية كبيرة معلقة علي دورها في مسرحية فيدرا التي عرضت في باريس: بظهور هذه الممثلة الكبيرة علي المسرح تضاءلت ديكوراته وكل شيء بجوارها وحين بدأت تتكلم شعرت أنى استمع الي كونشرتو أو الي إحدي الأوبرات».

تقول عنها الفنانة سميرة عبدالعزيز وهي صديقة حميمة لها: إن سميحة متمكنة جدا من عملها المسرحي وثقافتها في هذا المجال واسعة وعميقة لا يستطيع أحد أن يجرحها بسؤال فني مسرحي لا تعرف كيف ترد عليه لهذا فقد ملأت مقعدها كمديرة للمسرح القومي لمدة أربعة عشر عاماً كذلك مقعدها كأستاذة فن الالقاء في معهد الفنون المسرحية، تصفها الكاتبة صافيناز كاظم قائلة، إن سميحة أيوب شخصية تعتنى بنفسها عناية فائقة، إنها تعمل فى مؤسسة ذاتها مثلها فى ذلك مثل أم كلثوم أو نجيب محفوظ أو عبدالوهاب، إنها تنتمى إلى هذه المجموعة التى تكرس كل شىء لتدعيم فنها، إنها تعمل كل الوقت فى مؤسسة سميحة أيوب، سألتها عن شخصية سميحة أيوب كإنسانة وفنانة، قالت هى فنانة لديها قدرة شخصية على اجتذاب الناس ومصالحتهم على المستوى الإنسانى، سيدة أحترمها، تعرف كيف تتعامل مع الناس بشكل متحضر وراقٍ.

يرى البعض أن سميحة أيوب بحكم عملها مديرة للمسرح القومى، وبحكم زواجها من سعد الدين وهبة بنفوذه الثقافى والسياسى تكون قد اقتربت جداً من السلطة، هذا الرأى يحتمل النقاش والتفصيل.

لم يكن سعد الذين وهبة عند زواجهما على نفس الشهرة التى نالتها بعد ذلك، ولم تكن الوظائف التى تبوأها ضخمة جداً.

من ناحية أخرى، أدى الاقتراب من السلطة، أيضاً، إلى تعرضهما معاً للتنكيل السياسى عثَرت هذه الفترة، حيث فوجئنا نحن الأصدقاء بأنه تم استبعادها من المسرح فى مظاهرة دعائية تتدعى امتلاكهما شركة للأفلام كان الأمر نكاية شديدة من أحد الوزراء؛ بسبب الصراع بينه وبين «وهبة» على عضوية مجلس الشعب عاينت بنفسى وقتها صلابة سميحة أيوب وثقتها بنفسها، كانت فى أزهى حللها تأخذ الموقف بروح السخرية والدعابة، بينما كل وسائل المطاردة والاضطهاد مسرعة فى واجبيهما وقتها كانت تقوم بأداء البطولة فى مسرحية لها فأوقفت العرض قبل المدة المحددة قالت فيها إنها فنانة عاشت لفنها لم يعقها شيء عن أداء رسالتها حتى المرض أو الحزن الشديد ولا يستطيع موظف حتى بدرجة وزير أن يقيلها من الفن لأن الفنان لا يستقيل إلا بالموت.

مع ذلك فسميحة أيوب ليست مصارعة على السلطة وليست منضمة لحزب سياسى يخدم فئة أو طبقة معينة، إنها مثل كل صناع المجد الفنى يعرفون أهمية جدل علاقة منضبطة بالسلطة يشبه فى ذلك أم كلثوم وعبدالوهاب ومثلها أيضاً قد تضطر للاحتكاك المحسوب حفاظاً على النفس.

من المواقف التى حرصت فيها على الحفاظ على الذات يوم أعلنت موقفاً معارضاً ضد مبادرة أنور السادات بزيارة القدس، كما أغلقت سميحة أيوب المسرح أثناء عرضها لمسرحية رابعة العدوية احتجاجاً على زيارة نافون «عندما كانت تقدم المعارض رفضت أن تعطى دعوات للوفد الإسرائيلى تقول بكل وضوح «أنا إنسانة وطنية أوجه رسالتى إلى الإنسان فى كل مكان وإلى مجمل الشعب لا أحدد طبقة معينة أو فئة خاصة، الفن رسالة إنسانية وكل ما يخدم الإنسان وقضاياه فأنا معه أما عن السلطة فهى تقول علاقتى بها محايدة بمعنى آخر «يسعدها ويبعدها» هكذا تقول ضاحكة.

سميحة أيوب الإنسانة

إن البناء الراسخ الجميل الذى أخرج لنا سميحة أيوب يستحق التوقف، إنها ليست فنانة وقامة نادرة مسرحية عالية لامتداد الوطن العربى كله لكنها تاريخ فنى خاص ونادر بالرغم من تركيب شخصيتها واتزانها فهى أشبه بالسهل الممتنع.

إن رحلة بنائها لنفسها وفنها تتصل بخيط غير مرئى مع مشاهديها ومستمعيها فيحدوهم الأمل فى التحقق.

سميحة أيوب تعد صاحبة مقدرة خاصة فى عمل هذه الصلة، إنها قريبة لنفس المشاهدين الذين رأوها واحدة منهم، واحدة طبيعية قد لا تحتوى شخصيتها المجسدة على جنون العبقرية أو جموح الشذوذ، إنها منهم بكل تناقدات الإنسان بالنسبة للمشاهد شىء ما فى هذه الساحرة يفتنه.

إن سميحة أيوب قد تكون جارته أو قريبته هى العادية التى تعملقت والبسيطة التى كبرت والضعيفة التى قويت والمكافحة التى هنئت وترفهت.

إن الفن لا يقدم إنجيلاً لكنه يحرر روح الإنسان كى تستطيع أن تجد الحقيقة بنفسها الجملة الأخيرة بالذات قد تعيشها سميحة أيوب وتنقلها وتوحى بها، إنها كما لو كانت تحرر الروح لكى تجد الحقيقة بنفسها هذا هو دورها الخطير وصفها خيرى شلبى، إنها ليست فحسب معلماً من معالم مصر بل هى تلخيص لمصر المعاصرة.

لو راجعنا أدوارها الخالدة فى كل هذه المساحات يتبين لنا أنها مثلت مصر كلها.

سميحة أيوب لا تسبح مع تيار النفاق أبداً وشخصيتها مجبولة على التماسك واحترام حقوق الإنسان وحقه فى الاختيار بل وحقه فى الخطأ أحياناً.

تقول عنها الفنانة فردوس عبدالحميد، إنها نموذج للمرأة المصرية قوية البأس لديها إصرار حديدى على خوض معارك الحياة دون استسلام، بسبب حبها وإبداعها فى الأدوار العالمية والمحلية التى تغوص فى النفس الإنسانية نجد سميحة ايوب شديدة الوعى بخطورة المرض النفسى أو حتى اهتزاز الشخصية، إنها تشعر بشكل أكيد أن الأمراض النفسية والعقلية أشد خطراً على الإنسان من أى مرض آخر وهى تستشعر المسئولية وتحفز الفرد أن يكون فى سباق من أجل الانتصار على المرض والخلل الذى قد يكون قريباً منه ووعيها العميق بالمرض النفسى كان يجعل الفنان نجيب سرور أثناء مرضه النفسى الأخير يلجأ إليها ويحتمى بها.

قالت لى صديقة لا تعرف سميحة أيوب شخصياً لقد كنت فجأة أدهش حين أجد نجيب سرور وهو فى قاع الأزمة تلمع عيناه ويقول لى يجب أن أذهب إلى سميحة أيوب الآن وإلا سأموت، تكرار الموقف جعلها تشاكسه «يا سلام هتذهب إلى الجنة» إنها ممثلة ماذا ستفعل لك كان يرد عليها إنها ليست ممثلة إنها سميحة أيوب.

قال لها ابنها د. علاء مرسى فى برنامج «ساعة صفا» لماذا وأنت تملكين كل هذه العاطفة تخفينها إلى هذا الحد.. وإذا كنت تمتلكين كل هذه القوة فأى بلد تحبين أن تحكميه؟!. أصبح من الأمور المتكررة فى كل حوار معها أن يسألها المحاور: لماذا وكيف تكونين قوية؟

قالت لى: أنت فى مجال العمل سواء كنت مهندسة أو محامية فى معركة الحياة لازم تكونى ماسكة درعك وإلا حاتنزلى تحت الأقدام.. يا ويل الضعيف حتى أولاده يحتقرونه.

سميحة أيوب غزيرة وسريعة الدموع.. تهطل دموعها فى المواقف الإنسانية والعادية البعيدة عن الصراع كأنهم لا يرون «سميحة» الأخرى التى تبكيها كلمة أو منظر إنسانى هناك فى الوحدة أكون أنا وهى وحدنا.. من أجل هذه العاطفة المحبة فإن الكثيرين قد يلتمسونها صديقة خاصة فى وقت الشدة يثقون بها ويجدون فى صدرها المأوى الحنون ويجدون فى عقلها وخبرتها الذكية الإجابات التى تبرق كالنور فى ظلمة التبديد والضياع ساعتها ستقول لك بحسم أو بقوة مصطنعة أين أنت بالضبط.. وتلقى لك ببعض أطواق النجاة بطريقة ساحرة حقاً كأنها توشوش الودع وتخبرك بأمل أن قدامك سكة سفر وساعتها ستتوحد مع الألم والضعف الإنسانى.

وصفت أحياناً بأنها سريعة الغضب، وأنها منافسة شرسة غيورة على فنها والغيرة الفنية ليست عيباً.

سألتها: متى ترفضين الرد على هجوم؟ قالت عندما يكون هناك غوغائية لا يمكن أن أرد حتى لا تتساوى الرؤوس.

قالوا عنها: إن «سميحة» ضعيفة إنسانياً أمام اغتياب الناس، تثور بشدة إذا جاءها أحدهم بقصة مشينة عن أحد حتى لو كانت تكرهه.

تبقى سميحة أيوب فى عملها الفنان المثابر لا يؤثر على إحساسها بعمق الرسالة مرور السنين لا تزال تحصد الجوائز الكبيرة، وكل أنواع التكريم على المستوى الفنى والثقافى والرسمى والشعبى.

فى شكلها البهيج الجميل يتمثل الإقبال على الحياة فى حفاوة وحكمة وفى شموخها إيمان مبعثه بكرامة الإنسان وعزته وفى تاريخ المسرح العربى يبقى اسمها رمزاً للفن الجميل.