رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أحوالنا

فى أعقاب الفوز الكاسح الذى حققه دونالد ترامب على منافسته هيلارى كلينتون فى انتخابات الرياسة الأمريكية اتجهت الأنظار إلى برج ترامب فى نيويورك حيث جرت، ومازالت تجرى، مشاورات اختيار فريق العمل المعاون للرئيس المنتخب، ووضع الخطط الرئيسية للإدارة الجديدة والتى سيكون لها تأثير كبير ليس على الداخل الأمريكى فحسب، بل على العالم بأسره. ومن الطبيعى أن نهتم بمعرفة كل الأفكار والمشاريع التى تتناولها هذه الخطط حول الشرق الأوسط ومنطقتنا العربية. ومن أهم هذه الأفكار التى خرجت عن فريق عمل الرئيس الأمريكى المنتخب ما أوردته صحيفة الأهرام يوم الأحد الماضى عن ورقة سياسات شارك فى وضعها الجنرال مايكل فلين مستشار الأمن القومى للإدارة الأمريكية الجديدة، إلى جانب عدد من الشخصيات العسكرية والاستخبارية من المتقاعدين.

وتقترح هذه الورقة تأسيس كيان سمته (منظمة اتفاقية الخليج والبحر الأحمر)، واقترحت أن تضم كلاً من مصر والسعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وسلطنة عمان والأردن والولايات المتحدة.

وتسعى هذه المنظمة إلى تحقيق الأمن للدول الأعضاء والاستقرار السياسى والنمو الاقتصادى واستقرار الأسواق وخاصة فى مجال الطاقة. وفى سبيل تحقيق هذه الأهداف لابد من التصدى لثلاثة مخاطر وهى الإسلام الراديكالى والانتشار النووى فى الشرق الأوسط وصعود قوى إقليمية مهيمنة. وبطبيعة الحال فإن الإشارات التى أوردتها الورقة الأمريكية عن الانتشار النووى والقوى الإقليمية المهيمنة تعنى إيران وليس لإسرائيل أى علاقة بذلك، حيث إن الورقة فتحت الباب أمام انضمام إسرائيل إلى المنظمة بصفة مراقب، كما أنها دعت إلى احتواء كل من الطموحات الصينية والروسية فى منطقة الشرق الأوسط والمحيط الهندى.

ويذكرنا هذا المقترح بمشروع أمريكى قديم بدا بمسمى (حلف بغداد) وانتهى بمسمى (منظمة الحلف المركزى) الذى كان يعرف اختصاراً باسم الـ (cento). وقد تشكل حلف بغداد فى منتصف خمسينيات القرن العشرين وتحديداً فى عام ١٩٥٥، وكان يضم فى البداية كلاً من بريطانيا وباكستان وإيران وتركيا، وانضم له العراق بعد ذلك فى عام ١٩٥٦. كان الهدف الرئيسي لهذا الحلف هو الوقوف فى وجه المد الشيوعى فى الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت صاحبة فكرة الحلف، فإنها لم تنضم إليه واكتفت بتقديم الدعم والعون الاقتصادى والعسكرى للدول المشاركة. وقد وقفت مصر بزعامة جمال عبدالناصر فى وجه هذا الحلف حيث رأت فيه تكريساً للاستعمار ولكبت حركات التحرر العربى، حيث كان العديد من الدول العربية تخضع للاستعمار مثل الجزائر وتونس فى المغرب العربى ومعظم دول الخليج فى المشرق العربى، فضلاً عن احتلال إسرائيل الأراضى الفلسطينية وتشريد شعبها. وقد انسحب العراق من حلف بغداد بعد انقلاب عبدالكريم قاسم فى عام ١٩٥٩ وسحل رئيس الوزراء نورى السعيد فى شوارع بغداد، وكان من أقوى المدافعين عن الحلف، كما تم القضاء على العائلة المالكة فى العراق قضاء نهائياً. كذلك اعتبر حلف الـcento منتهياً بعد خروج إيران منه فى أعقاب ثورة الخومينى فى فبراير ١٩٧٩. وفى عالم السياسة الذى لا توجد فيه صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، ها هى إيران التى كانت ركناً أساسياً فى المشروع الأمريكى لدحر الخطر الشيوعى، ها هى اليوم تقف هدفاً للمشروع الأمريكى الجديد الذى يضعها على رأس قائمة الأعداء. ويبقى السؤال المعلق عن موقف مصر من هذا المشروع حال تنفيذه، هل تنضم إلى الحلف القديم الجديد؟ أم تتمسك بمواقفها القديمة فى عدم الانحياز؟