رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

أنتظره دائماً نصيراً للضعفاء، سنداً للمظلومين، يرُد الحقوق، ويُطبطب على البسطاء، لذا فقد أسعدنى الرئيس -ولا شك أسعد الملايين- باستقباله فتاة الإسكندرية البسيطة التى تداولت مواقع التواصل الاجتماعى صورتها، وهى تُجرجر بيدين نحيلتين عربة مُكدسة بالبضائع طلباً للرزق.

ربت الرئيس على كتف الفتاة البسيطة فى حنو أب مؤكداً أنه غير مُنعزل عن الناس، وإنما هو منهم ولهم، ناصراً ومُعضداً ورحيماً.

ورُبما، فإن ذلك المشهد هو حافزى أن أكتُب إليه تلك الحكاية الموجعة التى تُعد مثالاً نادراً فى الظُلم البشرى، ونموذجاً من نماذج الاضطهاد الذى لا يُراعى قيماً ولا خُلقاً، ولا يعترف بفداء ولا يشهد بإخلاص.

الحكاية سيادة الرئيس لضابط شرُطة اسمه فهمى بهجت، عرفه الناس خصماً ومقاوماً للإخوان طوال حُكم مُرسى عندما أسس لأول مرة فى تاريخ الشرطة المصرية نادياً للضباط، وتم انتخابه متحدثاً باسمه، ليفضح مخططات الجماعة الإرهابية ويُجابهها فى أوج عنفوانها، ثُم قاد زملاءه للمشاركة فى ثورة 30 يونية مُعرضاً نفسه للطرد من الخدمة أو الاغتيال.

وبعد نجاح الثورة وتنحية الإخوان، بدأت وزارة الداخلية الضغط على الضابط ليحل نادى الضباط فأوقفته عن الخدمة، وهو ما حاولت معه قناة الجزيرة استمالته ليهاجم الدولة المصرية، لكنه فاجأ الجميع بالظهور مُندداً بالإخوان وإرهابهم وحاملاً على القناة وفاضحاً إياها فى ذكاء عظيم، ورغم ذلك، فقد سعت بعض قيادات الداخلية إلى كسره بتلفيق قضية تسهيل دعارة له، وهو ما دفع القضاء إلى تبرئته، وفضح سذاجة الذين لفقوا له الاتهام فى حكم تاريخى حاسم، وبدلاً من الاعتذار له واصلت العقلية المُتغطرسة إيذائه وتلفيق الاتهامات له، خاصة عندما ركب سيارته وذهب إلى قصر الاتحادية محاولاً لقاء الرئيس ليشكو له ما يُلاقيه من اضطهاد، وكانت آخر النِكات تلفيق قضية له باتهامه بتقديم رشوة لموظف بالسجل المدنى ليُخرج له بيانات أحد المُتهمين بالاتجار بالعملة، والمثير للطرافة أن قيمة الرشوة المتهم فيها الضابط هى مبلغ 25 جنيهاً، قالوا إنه دفعها للموظف للحصول على البيانات.

وعلى مدى أكثر من عام كامل، والضابط الموقوف يخرج من قضية إلى أخرى، ويُمنع من راتبه، ودخله، دون سبب سوى معاقبته على مجابهة الإخوان، أكثر من عام وهو يبيع أثاث بيته ليعيش، بعد أن باع سيارته وشقته، فى ظل صبر عجيب ومُبهر لأسرته وزوجته، أكثر من عام يدفع فهمى بهجت ثمن محاولة الشكوى للرئيس بعد أن يئس من الإنصاف على أيدى قياداته.

لقد قال لى إن الظُلم مُر، لكنه واثق أن عرض حكايته على السيد الرئيس يفتح باب الأمل فى محو ذلك الظُلم ورد الاعتبار له، قال لى إنه لم يرد بطولة زائفة ولا يطلب شهرة وإنما هو شُرطى ساءه ظلام الإخوان فقاومهم بتأسيس نادى الضباط، وهو الآن على استعداد لحله لو كان وجوده خطراً على الأمن السياسى.

يا سيادة الرئيس اسمع فهمى بهجت، أو حقق فى اضطهاده، أو حاكمه بالقانون، لكن لا تتركه فريسة للقهر والظلم، فذلك أظلم.

والله دائماً أعلى وأعلم.

[email protected]