رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

 

يوم الجمعة الماضى انفجرت عبوة ناسفة فى شارع جسر السويس، استهدفت قوة أمنية..؟! نجا رجال الأمن ومات فى الحادث زبَّال وابنه. مرَّ الخبر على السادة النشطاء دون أن نسمع صياحهم، أو نرى لطمهم خدودهم.. مرَّ الحادث دون أن يشعل الفيس بوك، فقد كان مشتعلاً بثلاجة الرئيس.. مصيبة الزبَّال وابنه وحماره الذى قُتل معهما، كانت فى دارهم، إن كانت لهم دار، وكشف هذا الحادث عن توجهات النشطاء، وانعدام الإنسانية لديهم، وأنَّ ما يقولونه ليس إلا مجرد شعارات خاوية، لا تُعبِّر عن حقيقة.

ولعلك بعد هذه السطور تتساءل فى تعجب عن علاقة النشطاء بحادث إرهابى تكرر فى مصر حتى صار أمراً عادياً.. وأذكرك بأنّ النشطاء ورجال ونساء حقوق الإنسان قد انتفضوا فى مايو 2015 انتفاضة كبرى غطت أخبارها على كل خبر، وامتدت آثارها إلى أبعد مما يتخيل أحد.. احتج المحتجون، وثار الثائرون، وانتفض المنتفضون فى هبَّة عارمة ضد وزير العدل الأسبق، المستشار محفوظ صابر، وادَّعوا كذباً ـ كعادتهم ـ أنه رجل عنصرى، يرفض تعيين ابن الزبَّال فى وظائف القضاء.. والرجل قد قال فى لقاء تليفزيونى إنَّ ابن عامل النظافة ـ لو ـ أصبح قاضياً سيتعرض لأزمات عدة، ولن يستمر فى هذه المهنة.. وبسرعة البرق أخذ المتربصون كلامه واجتزءوا منه جزءاً، وحرفوه، وأخرجوه للعامة على أنه ازدراء للفقراء، وعنصرية يجب ألا يتحلى بها وزير، هاجت الدنيا واشتعلت، وعرض المقربون على الوزير أن يسترضى النشطاء بكلمتين، لينتهى الموضوع، لكنه  رفض بشدة أن يعتذر عن كلام لا يرى فيه إهانة لأحد، خرج من فمه بلسان القاضى، وليس بلسان السياسى، رغم كونه فى النهاية رجل سياسة.. وانتهى الموضوع بتقديم الوزير استقالته بإصرار على الخروج من مواجهة الغوغاء الذين يؤججون مشاعر العامة ويقلبون المجتمع، ويشعلون الفتن.. قدَّم الرجل استقالته راضياً مرضياً، غير نادم، واشتعل المجتمع مرة أخرى بفرحة انتصار لم يحققه النشطاء وأهل الصفوة.. النصر وقتها كان لرجل اشترى نفسه، واحترم ذاته، وغادر مستنقع السياسة، واستقال من وظيفة لا تناسبه تماماً، كما مهنة القضاء لا تناسب الزبَّال.

النشطاء والصفوة والمتاجرون بالشعب أصحاب الصوت العالى انكشفوا بعد حادث جسر السويس، فالزبال الذى بكوا عليه حياً لم يذرفوا عليه دمعة واحدة وهو ميت.. لم ينتبهوا لوفاته مقتولاً بعد الغدر والإرهاب، لم ينتفض أحد منهم ويرفع صوته الجهورى بكلمة تشجب وتندد بالإرهاب الذى سفك دماء بريئة، ربما لأن تعليمات لم تصلهم لاستغلال الحادث، وربما أن الزبال الذى دافعوا عن حقوقه بالأمس، تأكدوا انه لا يستحق جهدهم، لأنه يشوه صورته وهو  يتسول فى الطرق، وربما لأنَّ الإرهاب قريب جداً من هؤلاء النشطاء فى الهدف!!