رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علي فين؟

عندما وصل إلينا فيديو تهجُم إياد مدنى على الرئيس «السيسى»، كنا نجلس مجموعة من الكُتاب وشباب الصحفيين، وبعدها سادت لحظة ذهول، ثم تمنى الجميع لو كان مكان الوزير الهلالى الشربينى فى تونس، ساعتها ربما كان قد استقال فوراً من منصبه، ولقن الإخوانجى إياد مدنى درساً فى الأخلاق، وربما علمه الأدب أيضاً.. البعض كان عاتباً على الوزير، وبصراحة كنت مُشفقاً عليه!

فاللحظة صعبة للغاية.. الهلوسة التى ارتكبها إياد مدنى، أمين منظمة الإخوانجية والضلالية، جعلت الوزير فى مأزق كبير.. فلا يدرى ماذا يفعل؟.. هلفوت إخوانجى يتطاول على رئيس مصر.. وينسى تلاجة مصر وتكية مصر، يوم كان حافياً يهيم على وجهه فى الصحراء.. لو صفعه ستحدث أزمة، ثم يقال إنه لا يمثل إلا نفسه، وإنه لا يمثل الدولة السعودية.. شيء محير ومطب كبير فعلاً!

والذين تمنوا أن يكونوا مكان الوزير «الشربينى»، رأوا أن يعلنوا استقالاتهم، فيكونوا فى حل من المنصب الرسمى، ثم يتصرف كل منهم، وهو لا يمثل إلا نفسه، وينفض «مدنى» ويصفعه على وجهه.. وهنا تصرف غير بروتوكولى، فى مواجهة تصرف غير بروتوكولى، القضية لا تخص الرئيس «السيسى»، وإنما تخص مصر.. تخص كل مواطن.. فقد افتعل «مدنى» موقفاً سخيفاً، ليقول ما قاله بالضبط!

وأرى أن الوزير «الشربينى» تصرف على قدر مكانة مصر.. ولا أتفق مع الذين يلومونه بالتراخى فى الرد.. فلا تنسوا أنه استدعى كل شيء فى ثانية.. هل كان يؤدى رده إلى «أزمة دبلوماسية»؟.. هل ندخل فى معركة كلامية مع السعودية؟.. هل ينسحب من المؤتمر الإسلامى؟.. فى كل الأحوال سوف يقال إنه ليس مسئولاً رسمياً، سوف يقال إنه لا يمثل المملكة ولا الشعب السعودى.. وهذا صحيح!

إساءة الهلفوت «مدنى» سبقت اعتذاره.. الاعتذار لا يكفى.. طلقة الرصاص خرجت.. ستبقى ذلته، وسينسى الناس الاعتذار.. وأعتقد أن رد وزارة الخارجية لا ينبغى أن يقف عند حد التهديد بتجميد دور مصر فى منظمة أسستها، وإنما ينبغى أن تقاطع أعمالها فى وجود «مدنى».. كما ينبغى أن «تمنعه» مصر من دخول البلاد، وإن قبل الأيدى والأقدام.. هذه إساءة تاريخية فى «حق مصر» قبل «السيسى»!

لا نقبل اعتذار «مدنى»، ولا نقبل دخوله مصر.. غير معقول وغير مقبول أن يقول إن ما بدر منه كان على سبيل «المزاح والدعابة».. مزاح إيه يا غشيم؟.. هذا موقف من المواقف التى تمنيت لو قيلت فى عهد «السادات» أو «ناصر».. والله ما كان الهلفوت ده يستطيع أن يقولها.. ولو قالها لكان «السادات» بنفسه علمه الأدب.. أما «عبدالناصر» فلا أدرى ماذا كان يفعل لهلفوت كهذا؟.. وكلها دعابة ومزاح أيضاً!

لا يعيبنا أن تكون تلاجة مصر فاضية.. ولا يعيبنا أن نمر بظروف صعبة.. هناك بلاد لما مرّت عليها الريح فقط سوف تختفى.. فما بالك بثورتين؟.. الحمد لله أن الإخوانجى الهلفوت لا يمثل إلا نفسه.. وبالتأكيد نحن أيضاً لا نمثل إلا أنفسنا.. وكم تمنيت أن أتواجد فى اللحظة التى كان فيها الهلفوت يمزح!