رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

 

 

لقد تحول رجل التوك توك لأشهر شخصية فى مصر، وليس على المستوى المحلى فقط، بل ذاع صيته عالميًا بعد أن صار الحديث الأوسع لكل القنوات التى تقدم التوك شو، تحدث الرجل، وكأنه صار أيقونة حدث تهافت عليه الكثير من بائعى التوك شو الذين ينتظرون الأحداث المختلفة عن التوك اليومى، الذى تحول إلى ما يشبه كبسولة الليل التى تنتشر داخل عقول المشاهدين فتملأ الفراغات وتتوغل لتحتل المساحات الفكرية، وتصنع الانقسام الحقيقى للرأى العام.

والتوك شو المستمد من حديث التوك توك الشهير كان المحرك الحقيقى لعقول بسيطة لم تدرك ما يتم التلاعب به عن طريق برامج التوك الليلية، وبعيدًا عن حقيقة ما قاله رجل التوك توك أو تهويلاته التى أخذها البعض وكأنها مسلم بها، إلا أن طريقته فى سرد الحدث وما تلاه من سهرات المساء والتوك الليلى عن الأمر يضعنا أمام أنفسنا فيما نعانيه من افتقاد كامل لمهنية عمل الإعلام الحقيقى والذى يعتبر الأخطر تأثيرًا من المخدرات فى هذا التوقيت الحرج الذى نمر به اليوم، فالإعلام رسالة مبنية على المصداقية وليس وسيلة ظهور أو تلميع أو استفادة.

الإعلام هو أداة التعريف الحقيقية لفحوى أخطاء العقل التى نقع فيها أحيانًا فتأتى مهنة الإعلام فتعدل من مسار العقل للاتجاه الصحيح وتعلمنا ما افتقدناه، الإعلام للإعلام وليس للانتفاع لصاحبه، أما مقدمو التوك الليلى فهو من مسماه «توك» شو أو (عرض الكلام).. كلام.. كلام.. كلام.. ولا يستند إلى نتائج أو استفادة.

كلام كثير تحدث فيه السادة الإعلاميون حول التوك توك شو.. فصنعوا منه شو واستغلوا الحدث ليصطنعوا منه حدثاً أكبر صار حديث السهرة لجميع برامج التوك، وكان المستفيد الأول هو من يجنى حصاد الإعلانات التى تكالبت على عقولنا عبر الكلام لتنتقل حصيلتها لجيوب أصحاب القنوات ومالكو التوك توك شو الليلية.

أما التوك توك وصاحبه فهما ليسا الجناة الحقيقيين لحقيقة حدث تم بالفعل ولكن تهويله أو استغلاله كان هو الهدف الأكبر، فالمذيع صاحب الواقعة الأصلية صار حديث مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات الليلية، وصاحب التوك الأصلى صار مادة الخلاف الحقيقية لمشاهدى هذه القنوات والتوكشوهات الليلية أيضاً.

فهل كانت صناعة الإعلام الحقيقية فى الماضى على دراية بما سنصل إليه اليوم من تحويل المهنة الراقية لسبوبة وانتفاع؟ كلا.. على الجميع أن ينتبه.

فهذا التوك توك شو الذى حدث صنع انشقاقاً مجتمعياً لعيناً، انطلق من خلاله فيروس الخلاف بين المشاهدين والمتابعين وصار سببًا فى اشتعال الأزمات يبن طرفى المشاهدين سواء المتعاطف معه أو المهاجم لما فعله، صار الزج بالاتهامات المختلفة حديثاً طويلاً بين أطراف المتابعين للواقعة، وصار التوك توك شو الذى حدث بضع دقائق هو سبب انقسام جديد بين المصريين.

واقعة التوك توك ليست هى ما أتحدث عنه، ولكن المغزى وراء تسويقه هو الذى يجعلنى أضع عشرات من علامات الاستفهام، هل عقولنا يسيرة الاختراق والاحتلال كما حدث يوم التوك توك شو؟ وهل أصبحنا نبحث عما ننشغل به عن طريق التوك توك شو؟ وهل انحصرت أزماتنا فى حديث التوك توك شو؟ هل ما قاله الرجل كان يحتاج كل هذا التأجيج؟ أم أن التوك توك شو أتى فى وقته ليحصد من ورائه مقدمو السهرات أموالاً كبيرة من حصيلة الإعلانات الليلية التى تنهمر على المشاهد يومياً.