رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

لم يكن اغتيال العميد الشهيد عادل رجائى شيئاً عادياً.. مؤسسة الرئاسة تحركت على الفور، ودعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الدفاع الوطنى.. فجأة تم استدعاء رئيس الوزراء شريف إسماعيل.. تأجلت لقاءاته مع رئيس الأحزاب والمفكرين والكتاب.. واعتذر للجميع وتوجه للرئاسة.. المأساة أن الإرهاب وصل إلى أبواب البيوت.. ما يعنى أن هناك تطوراً نوعياً فى الحرب والمواجهة مع الإرهابيين!

للأسف، الإرهاب أصبح عند باب البيت.. «إرهاب دليفرى».. هناك من يرصد عناوين قادة الجيش.. ولذلك كان الاستدعاء واجباً، والتنبيه واجباً أيضاً.. قال الرئيس «على أجهزة الدولة أن تتوخى أقصي درجات اليقظة وزيادة تأمين المنشآت الحيوية‏».. التنبيه لمجلس الدفاع الوطنى.. لرئيس الوزراء ووزيرى الدفاع والداخلية ورئيس المخابرات وغيرهم.. استدعاء فى محله، ويبقى استدعاء آخر!

الاستدعاء الذى أعنيه ايضاً، هو استدعاء رئيس مجلس النواب د. على عبدالعال.. ماذا فعل المجلس التشريعى لدعم الحرب على الإرهاب؟.. سامية زين العابدين أرملة الشهيد البطل وجهت دعوتها لمجلس النواب.. قالت دم زوجى فى رقابكم أنتم.. دم الشهداء فى رقبة المجلس التشريعى.. عادل حبارة مازال يُحاكم.. المرشد يبدأ من جديد جولة قضائية وفسحة فى المحاكم.. وابناؤنا وابطالنا يموتون!

ولو كان من حق الرئيس أن يستدعى شريف اسماعيل، فإن هناك استدعاء آخر لم يتم.. تنفيذياً استدعاء رئيس الوزراء لا خلاف عليه، ومعه وزيرا الدفاع والداخلية.. ومعهم رئيس المخابرات.. بالتأكيد تدارسوا خطورة الاغتيال خارج أرض المعركة.. بالتأكيد تدارسوا خطورة الإرهاب عند أبواب المنازل.. وناقشوا خطورة رصد عناوين القادة والضباط.. مؤكد تم عمل إجراء وقائى، لم يعلنوا عنه للرأى العام!

الإرهاب لن يكسر مصر أبداً.. ولن ينال من عزيمتها.. ليس هذا كلاماً إنشائياً.. أظن أن الغرب يدرس الحالة المصرية.. رعاة الإرهاب يدرسون الحالة المصرية أيضاً.. كيف تصمد مصر وحدها؟.. كيف تقف شامخة وسط الخراب؟.. كيف تقدم رجالها وأبطالها دون أن تهرب من الميدان؟.. ارجعوا إلى صور العميد الشهيد.. انظروا إلى ابتسامة الرضا على جبينه.. انظروا الى «احتضانه لزملائه وجنوده»!

المفاجأة التى حيرت الغرب أيضاً، أن الضباط يتقدمون للخدمة فى سيناء.. لا يطلبون العودة.. الجنود لا يفرون ولا يستسلمون ولا يلقون السلاح.. كلما زادت شراسة الحرب ازداد إقبال الجيش.. لم تنكسر روحهم المعنوية.. أمام كل شهيد ألف قتيل هناك.. لكن الإرهاب لا يتوقف مدده ولا إمداده.. وهنا علينا أن نساند جيشنا.. أن نقف معه فى الخندق نفسه ونقف فى ظهره، لا نتركه للخونة والعملاء!

لم أقدم العزاء، ولم أبدأ المقال بالبكاء على دم الشهيد.. العزاء لنا، ولا وقت للبكاء.. البكاء يوم الثأر.. وأظن أن كثيرين اندهشوا ان أرملة الشهيد لم تبك كعادة النساء.. واندهشوا من قوة تصريحاتها وثباتها.. إنها نموذج لكل مصرية قدمت ابنها أو زوجها فداء للوطن.. كلنا مشروع شهيد فداء لمصر!