رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كنت أتوقع أن يتعلم العرب من أخطائهم وعدم تكرارها وها نحن نقع فى الفخ مرة أخرى! كان قرار الأشقاء فى المملكة متوقعاً ليس من قبيل العقوبة المستحقة على مصر وأهلها أو من قبيل رد الاعتبار للمملكة وإظهار عضلاتها ولكن من قبيل عدم القدرة على استشراف المستقبل ومآلات الأفعال. وبالرغم من قرارى بعدم كتابة المقال السياسى إلا أن الحدث كان على مستوى الكوميديا السوداء التى تحرك قلمى دون أن أشعر ! لقد تذكرت على الفور جبهة الصمود والتحدى التى كونها صدام والأسد الأب فى نهاية سبعينيات القرن الماضى لمحاصرة مصر ومحاولة تركيعها وفرض العزلة عليها واستجاب لها البعض الأشقاء فى دول الخليج ليتفاجأوا بعدها بعدة سنين بانقضاض صدام على الكويت. كان لجوء الأخوة من الكويت والسعودية إلى مصر منذ 1990 ليس إلا اطمئنانهم لأهلها لجودهم وكرمهم حتى وإن كان شظف العيش سبيلهم ، وأن الأمن والأمان متوفران لكل إنسان أعجمى أو عربى أو أيا كان. وأن فترة الغمة والسكن بوطنهم الثانى لن تكون فيه مهانة أو نقصان. لقد اتخذ الأشقاء خطوة كان ينتظرها الإيرانيون بفارغ الصبر وستجد نفس الشخوص والطوائف التى فرحت وتشفت بقرار محاصرة وإهانة المصريين أيام صدام هم أنفسهم الذين يرقصون طرباً لقرار المملكة بإيقاف إمداد البترول لمصر! هل سيكون للإيرانيين نفس حظ صدام ويقومون على مهاجمة المملكة بعد أن يجهزوا على قدرات مصر وتناقص مناعتها؟ أعتقد أن ذلك موجود فى الحسبان وعلى الأشقاء فى المملكة الحرص من ذلك . لا أعتقد أن قرار المملكة سيجعل قرار مصر بعدم التدخل عسكرياً أمراً وارد الحدوث فلا يوجد مجال للاشتراك فى حرب لا يعلم فيها أحد من يحارب من والقوتان الأكبر عسكرياً فى العالم تبرطعان بطائراتهما و بحريتهما جواً وبحراً فى سوريا، وإن كان من نافلة القول أن الرئيس السيسى إذا كان قد أقدم على هذه الخطوة فسأكون أول من ينزل إلى الشارع للمطالبة بعزله! الحرب فى سوريا الآن ليست حرب مصر ضد أعداء الأوطان ولكنها حرب تدور بين أعوان الشيطان فلنتركهم فى قتلهم بعضهم البعض يعمهون. أشقاءنا فى المملكة نحن أمة جلد وصبر وحرب لا يضيرنا أن يكتب البعض منكم شعراً فينا:« وإن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا» ! فلقد شهد آباء هذا الكاتب وأبناؤه كرمنا من قبل أن يعرف البشر الكرم وذاق الكثير برنا وأمننا من قبل أن يعرف البعض عنهم وله نقول بيت الشعر الذى نسيه فى غمرة سكرة الثراء:« إذا أقبلت الدنيا وأينعت باض الحمام على الوتد .. وإذا ولت وأدبرت بال الحمار على الأسد». أشقاءنا فى المملكة نحن نشكر لكم مساندتنا فى الأعوام الماضية ونحن فى انتظاركم ضيوفاً علينا فى الأعوام القليلة المقبلة.

 

استشارى جراحة التجميل