رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

من منا جرب أن يكون ساحرًا..! أو من منا حلم ذات يوم أن يكون ساحرًا..!! أن يضع يده في جيبه الخاوي ويخرج منه كمية من النقود، او أن يمسك سيفا ويقطع ويمزق شخصًا أمامه ثم يقوم بعد ذلك بتجميع أجزائه وإعادته للحياة.. أن يضع منديلا في علبة صغيرة وبعدها يخرج منه ثلاث حمامات يطلقها في الفضاء كي نمتليء بالبهجة..

البهجة هي تلك الكلمة العجيبة التي تملأ قلوبنا عند مشاهدتنا للساحر.. سواء كان ساحرًا عظيمًا أو ساحرًا محدود الامكانيات..

وكل شخص في الحياة بداخله هذا الساحر.. ونادرون هم من يستطيعون فعل هذا .. أقصد السحر.. قليلون من يستطيعون أن يغيروا الاحداث وأن يخرجوا من جيوبهم النقود التى نبحث عنها في الوقت المناسب، او أن يغيروا الأحداث لمأزقنا وحياتنا فى اللحظات الأخيرة، هؤلاء النادرون هم من يستطيعون أن يملأوا قلوبنا بالبهجة والفرح.

هذا الساحر المفقود، بداخلنا نحن البسطاء، ولكننا يجب ان نبحث عنه، وان نقوم بإخراجه حتي يستطيع ان يروض جزءًا من تلك الحياة القاسية حولنا، وان يشعرنا بالبهجة المفقودة، وان نراه وهو يصنعها رغم علمنا بأنها مستحيلة، ورغم الفشل المتوالي في حياتنا، ورغم الاخفاقات التى تسير مثل ظلالنا في الحياة، ورغم الفقر القابع في الاركان، ورغم بؤس الشخصيات الدائم، ورغم الانكسارات التى لا تكف عن طرق ابوابنا، إلا ان الهدف عظيم، وهو اخراج موهبتنا وسحرنا، وحتي يستطيع هذا الساحر – الفاشل او التائه بداخلنا – أن يتسرد جزءًا من مجده ومن قدراته.

لقد نجح الكثير منا فى فعل هذا، وهم غير مصدقين بتلك القدرة بداخلهم، رغم فقر الامكانيات التى فى ايدينا، ورغم استحالة التحقق، إلا ان البعض نجح فى تحقيق بعض السحر المفقود، وتحقيق بهجة يبحث عنها الجميع. حيث نرى حركة الفرد المنكسر داخل الجموع المحبطة، وحيث الجميع يبحث عن بطل، أى بطل، المهم ان نستطيع أن نحقق احلامنا، او من يأتى ويحقق لنا تلك الاحلام.

هذا هو الساحر الذى يخرج لنا « وزة بيضاء حلوة» من جيبه الخاوي،  تشعرنا بالبهجة وتشعرنا بقدراته البسيطة على خلقها، وتشعرنا بوجودنا نحن المتفرجين فى تلك الحياة القاسية.

هذه محاولة ان يكتشف كل منا الساحر الذى بداخله، وان يستطيع كل منا ان ينشر البهجة الفقيرة أو يخلقها على جميع من حوله، رغم الانكسارات والاحباطات وتلال اليأس التى تحيط بنا.

[email protected]