رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

يستطيع العالم الكبير فاروق الباز وحده أن يقول لنا: اخرسوا.. لا أحد غيره يستطيع أن يقولها.. لا وزير ولا كاتب ولا إعلامى.. لا رئيس جمهورية ولا رئيس وزراء.. هذا هو فاروق الباز يا ولدى.. هذه قيمته ومكانته وطريقته وإخلاصه.. كل شيء يُغفر له.. مقبولة منك يا دكتور فاروق.. فهو بالعربى ينصحنا أن نعمل ولا نتكلم.. ننتج ولا نهرتل.. وليته يقولها أيضًا للبرادعى.. فقد طفح الكيل من البرادعى!

تخيلوا أن البرادعى يصف ما يحدث فى سيناء بالعنف المتبادل!.. المفترض أن نكف عن العنف، فيكف الطرف الآخر عن العنف.. ليته يخرس أو يسكت.. ليته يكف عن التتويت ونرتاح منه.. كان الباز قد التقى الرئيس منذ يومين.. بعدها أطلق قنابله فى وجه كل من هب ودب.. قال: خليكم رجالة وكلوا من عرق جبينكم.. وقال: لو رجالة صحيح نأكل نفسنا.. مصر تستورد 50% من القمح كما يقول الباز!

ليت «الباز» يقول لجماعة الضلال: اخرسوا.. فقد خربتم البلد وطفشتم الاستثمار،وأهلكتم الحرس والنسل، ليته يقول للشباب اخرسوا واشتغلوا أولًا.. فزّوا قوموا من على المقاهى.. الباز قال اخرسوا لمن يتحدثون عن المشروعات القومية.. ليس لأنه شرب حاجة صفرا فى الرئاسة، وليس لأنه يتعاطى حبوب الهلوسة.. الباز عالم كبير حقيقى، وليس مثل مدّعين.. هو عالم حرُ، وليس من علماء السلطان!

ومما قاله «الباز» للإعلامى عمرو أديب، أتمنى أن يكون للشباب ولاء حقيقى للبلد.. معناه انه استشعر حالة من الاحتجاج بلا مبرر.. ومعناه أنه أدرك أن الشباب يتمرد بلا سبب.. ومعناه أن الشباب يتعرض لحملات إعلامية تغسل مخه وتغيّب وعيه.. وبناء عليه يجب أن نتحرك مبكرًا.. الدكتور الباز لديه قرون استشعار ترصد الخطر.. وهو الآن يدق ناقوس الخطر حين يقول: لو اتصلح الشباب تنصلح مصر»!

توقفت عند كلمة العالم الكبير اخرسوا، كما توقفت عند كلمته «لو احنا رجالة بصحيح».. كلام مؤلم.. كيف ترانا يا دكتور فاروق؟.. ألا ترى أننا رجالة؟.. ألا ترى أننا نستحق أن نكون رجالة.. بالمناسبة الرجولة شيء غير الذكورة.. الرجالة مش بس بشنباتهم وشواربهم.. الراجل مش بس بكلمته.. الراجل اللى يقدر يحمى بلده ويأكل بيته ويرعى اسرته.. هى دى الرجولة التى يقصدها العالم الكبير فاروق الباز!

أتمنى أن يدشن الباز مبادرة «هنأكل نفسنا ونبقى رجالة».. فمن يملك قوته يملك حريته.. كلام كبير نحفظه ولا نعمل به.. وهو نفسه يقول عندنا ثلاثة ملايين فدان صالحة للزراعة.. «اتنبح صوته» كما يقول علشان نعمل ممر التنمية.. لا يوسف والى  سمعه، ولا مبارك سمعه، وأشهد أنه فى كل زيارة لمصر لا يكف عن الصراخ، كأنه مسحراتى، وكأنه يدق ناقوس الخطر، فمتى نستمع لكلام الباز ولو مرة واحدة؟!

يا ريت كل واحد يخرس ويشتغل فقط.. يا ريت نستمع لكلام عالم كبير بحجم فاروق الباز.. عالم الفضاء الحقيقى ووكالة ناسا.. مش وكالة البلح بتاعة محمد مرسى.. يا ريت نبطل هرىّ ونعمل فقط.. كثيرون يتكلمون عن المشروعات القومية والمليون فدان كأنهم خبراء.. ولهؤلاء يقول الباز: اخرسوا!