أعلن قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة تكثيف الإجراءات على جميع المنافذ ورفع درجة الاستعداد لمنع دخول وباء الكوليرا إلى البلاد عبر المنافذ الحدودية مع السودان بعد تفشى الوباء فى مناطق جديدة بجنوب السودان، مما أسفر عن وفاة 37 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 2450 آخرين.
والخطورة فى الأمر أن أعداداً كبيرة من الإخوة السودانيين يتسربون لمصر من غير المنافذ الرسمية، حيث الجمارك والتفتيش والفحص مثلما نقرأ باستمرار عن ضبط سفن للهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية تضم سودانيين إلى جانب المصريين وقد يكون السودانيون مصابين بوباء الكوليرا والعياذ بالله ودخلوا مصر تسللاً من الحدود وهذا أمر خطير للغاية إذا كانوا مصابين بالكوليرا، أو يحملون غذاء يحمل الوباء وهو سريع الانتشار، حفظ الله مصر من شره.
ولماذا ينتشر الوباء فى جنوب السودان؟ لأن القبيلتين الكبيرتين فى دولة جنوب السودان تحاربان بعضهما بضراوة مما دفع مئات الآلاف من النساء والأطفال للهروب إلى الدول المجاورة لاجئين فى ظروف صعبة غير صحية تساعد على حدوث الوباء وانتشاره، وتلك جريمة السياسيين الذين رفضوا عام 1955 تقسيم دولة السودان على أساس أن تحكم كل ولاية أو مجموعة ولايات متجاورة مثلما تُحكم الولايات فى الولايات المتحدة الأمريكية، أو مثلما هو فى كندا أو أستراليا، أى الدول التى تأخذ بنظام الحكم الفيدرالى، الذى اقترحنا على أحزاب السودان فى الخرطوم عام 1955 عندما حضر لها وليم وينج، زعيم الجنوب وطلب منح الجنوب سلطات واسعة لحكم ذاته بأبنائه فى ظل دستور فيدرالى Federation. كما طلب هو باللغة الإنجليزية، ورفض حكام العاصمة وأحزابها ذلك الاقتراح فاستمرت الحرب الأهلية حتى 9 يناير عام 2011، عندما انتزع جنوب السودان استقلاله انتزاعاً بعد نصف قرن من النضال المسلح. وليته فلح فى حكم نفسه بنفسه إذ حاربت قبيلة رئيس الجنوب قبيلة نائبه مما أصاب القبيلتين بوباء الكوليرا والعياذ بالله ولعله غضب الله، فاحذرى يا مصر تسلل هذا الوباء.
كلية الحقوق - جامعة المنصورة