رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

من منكم تابع حديث حسين سالم مع عمرو أديب؟.. من منكم شاهد دموعه، وهو يبكى على ما أخذته الدولة منه؟.. من منكم تأثر بما شاهده؟.. من منكم تغير رأيه فى 25 يناير؟.. هل هى فعلاً خدعة، وليست ثورة؟.. هل كانت من صنع الإخوان وقناة الجزيرة فقط؟.. أنا شخصياً أحفظ ما قاله حسين سالم.. قاله من قبل لإعلاميين آخرين، مثل وائل الإبراشى.. استضاف هؤلاء على حسابه فى منتجعه بإسبانيا!

طبعاً من حق حسين سالم أن يقول ما يشاء.. من حقه أن يعتبر الثورة خدعة.. هذا رأيه.. يقوله بفلوسه.. أتحدى أن يكون عمرو أديب أو وائل الإبراشى سافر على حسابه، أو حساب الفضائية التى يمثلها.. إذن الحكاية من أولها لآخرها تدخل فى إطار دعاية مدفوعة.. الحوار مع حسين سالم ليس سبقاً، لكن هذا ما فكر فيه عمرو قبل أن يبدأ الحلقة الأولى على «قناة أون».. مع ذلك دموع «سالم» لم تؤثر فى أحد!

قال إن الثورة العظيمة فى 25 يناير كانت خدعة وهوجة وفوضى.. فهل كنت تتوقع من حسين سالم أن يشكرها مثلاً؟.. هل كنت تتوقع منه أن يكتب فيه قصائد المديح؟.. الإجابة لا.. لكن ليس من المنطقى أن يقول إنه «يشحت».. وليس من المنطقى أن يقول إنه لا يجد ما يكفيه ليعيش.. غريب جداً أن نسمع هذا.. غريب جداً أن يبكى بحجة العوز والفقر.. أومال الناس تعمل إيه؟ هل يلطم فقراء مصر؟!

أختلف مع حسين سالم فى موقفه من الثورة، وأختلف معه حين يبكى من العوز.. جائز أن يبكى فى لحظة إنسانية.. جائز أن يستدعى شريط الذكريات فيبكى.. لكن أن يبكى من الفقر شيء غريب جداً.. أتفق معه أن 30 يونية أنقذت مصر.. وأتفق معه أن كثيراً من رجال أعمال «مبارك» لم يدفعوا للدولة مثلما دفع.. دور الدولة أن تأخذ منهم.. لا أقول بمصادرة ولا تأميم.. إنما عبر الضرائب واسترداد حق الدولة!

لا أريد أن أبدو قاسياً على رجل طاعن فى السن.. لكن أليس هذا الرجل واحداً من الذين مصّوا دماءنا؟.. أليس واحداً ممن تحكموا فى مصائرنا؟.. لكنهم الآن يعودون للمشهد بفلوسهم.. يعودون والإعلام الخاص يفرش لهم السجادة الحمراء.. يعودون أبطالاً مظفرين.. عاشوا هناك منعمين عيشة الأمراء والملوك.. والآن يعودون من أجل الدفنة فى مصر.. مصر تحولت إلى مقبرة فقط للهاربين بالأموال!

حين يعود حسين سالم سيفتح الباب لآخرين.. غداً يعود رشيد محمد رشيد.. وبعد غد يعود يوسف بطرس غالى.. وبعد بعد يعود كل الهاربين بتسويات لا تجعلهم على الحديدة، كما يريد حسين سالم أن يقول.. ولكن سوف يعيشون أمراء وملوكاً أيضاً كما كانوا.. فلماذا البكاء؟.. من الذى يبكى، حسين سالم أم سكان العشوائيات؟.. من الذى يبكى، بطرس غالى أم سكان المقابر؟.. من يبكى إن كان البكاء ضرورة؟!

الثورة لم تكن فعلاً إخوانياً ولا خدعة قطرية.. الثورة كانت فعلاً شعبياً، حين لم يجد الشعب طريقة أخرى للتغيير غير الثورة.. حين ضاع الأمل.. وحين تجرفت مصر، وأصبحت عزبة قابلة للتوريث!