رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

على فكرة

ينطوى كتاب الدكتور رفعت السعيد الذ ى صدر مؤخرا تحت عنوان « ما تبقى من ذكريات « على شهادة مهمة لفترة حرجة من تاريخ مصر ، امتدت  من مشارف ثورة 25 يناير ، إلى مشارف ثورة 30 يونية . وتكتسب هذه الشهادة أهميتها من أنها  تأتى  من قائد حزبى ومناضل سياسى ، كان قريبا بحكم مواهبة وحيويته الفكرية  وخبراته  المحلية والعربية والدولية ،من دوائر صنع القرار، ومراقبا له ، وفى أحيان أخرى،  كان من بين  صانعيه. فالدكتور السعيد ينتمى لمدرسة يسارية ، تسعى  للتعامل مع الواقع ، وتعمل على فهمه، برؤية تتسم بحساب موازين القوى بعقلانية  ، بهدف التأثير فى هذا الواقع،  وممارسة الضغوط المحسوبة على من هم فى القمة ، لتحقيق أهداف شعبية لمن هم فى القاع ، ولهذا فهى مدرسة  تنفر من المزايدات  ،ولا تتقنع بالتشدد ، لكى تخفى  عجزها عن التأثير فى الواقع .والشهادة تشكل فى حد ذاتها ، حافزا جديدا  لمن شارك فى أحداث تلك الفترة ،لكى يكتب بدوره شهادته عليها ، ولعل كثيرين غيرى ، يتوقون إلى قراءة  أو سماع شهادة المشير حسين طنطاوى قائد البلاد عن  هذه الفترة العصيبة الشائكة.

أنصف الكتاب الرئيس الأسبق مبارك من اتهام جائر بإثارة الفتن الطائفية ، وذكر أنه كان  يولى عناية خاصة بالملف الطائفى ، وأنه ردا على تعصب بعض المدرسين ، وتعمدهم امتحان الطلاب فى عيد الميلاد المجيد ، قرر أن يكون 7 يناير يوم اجازة رسمية لكل البلاد،بجانب عيد القيامة ،لولا اعتراض البابا شنودة على الاجازة الثانية احتراما لمشاعر المسلمين . وكشف  عن أن عناده برفض مقترح السعيد بالتعهد بإكمال مدته الرئاسية ،وعدم الترشح مرة أخرى ،وتأكيد أنه لن يورث الحكم لابنه ، واجراء انتخابات رئاسية تنافسية لايشارك فيها أى من اركان نظامه،أضاع على مصر فرصة تغيير سلمى دون خسائر فى الاموال والأرواح.

وكانت احاطة الدبابات بقصر الاتحادية  وهى تشهر مدافعها نحوه أثناء مغادرة الرئيس مبارك إلى شرم الشيخ بعد إعلان تنحيه، وصمت قادة الجيش عن المركبات العسكرية التى تجوب الشوارع وعلى متنها  شعارات معادية للرئيس ،إشارات واضحة أن الجيش تخلى عن مساندة مبارك، ولولا هذا الموقف  الجذرى الحاسم  ،ما كان لثورة يناير أن تنجز هدفها،وهو درس  يعمد بعض شباب هذه الثورة إلى إغفاله وهم ينددون  الآن بما يسمونه حكم العسكر!.

 

تحمل الشهادة التى قدمها الدكتور السعيد تأكيدا أن ما أسماه الصفقة بين الأحزاب والقوى المدنية التى تدور فى فلك جماعة الإخوان  ، وبينهم وبين المجلس العسكرى ،والصمت على التلاعب فى أوراق الاقتراع فى الانتخابات الرئاسية هى التى أوسعت الطريق  لصعود الجماعة  إلى السلطة . والجزم أن المجلس العسكرى كان  طرفا فى هذه الصفقة ،يتجاهل حقيقة أن المجلس  وجد أمامه قوى سياسية متنافرة ، وعاجزة عن الاتفاق على مشتركات،وبعضها تنهشه مصالح ضيقة ، وبلدا منهك القوى ، وتهديدا أمريكيا صريحا يشهره ممثلو التيار الإسلامى الذين  لوحوا بحرق مصر وخاضوا حربا لا هوادة لانهاك كل أطراف المشهد السياسى وارباكهم ، فقرر أن يختار أهون الأضرار، بإعلان فوزممثل الجماعة بمنصب الرئاسة، وهو اختيار انتهى بكشف جماعة الإخوان  وفضح ضعفها ، وإسقاط حكمها الفاشل،وأكملت جرائمها الإرهابية عزلتها  التامة عن المجتمع المصرى،فما أحسنه من اختيار.