رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

رجع التلامذة ورجعت المشاكل والزحام والهروب والتحرش.. فى الصباح الباكر توقفت القاهرة الكبرى، وتحولت إلى جراج مفتوح.. رسائل على الواتس والموبايل: الدائرى مغلق.. المحور مقفول.. شلل فى وسط البلد.. يا للهول.. بعد ساعات أخبار من نوعية هروب جماعى بالمدارس.. وزير التعليم يمر فيكتشف ثلاث بنات فقط فى مدرسة.. مباحث الآداب تحذر من التحرش، واللى هيتمسك على النيابة «عدل».. نفس النغمة تسمعها فى الأعياد!

ماذا جرى للمصريين بالضبط؟.. هل نحن نغرق فى شبر مية، كما غرق مركب رشيد؟.. هل بلدنا يعمل بلا حكومة ولا سلطة؟.. هل شعبنا منفلت، لا يحب الانضباط فى المدارس، ويقع فى التحرش عند رؤية ذيل فتاة؟.. ما معنى ما حدث أمس.. هل فوجئنا بدخول المدارس؟.. الكلام عن أسعار الكتب والكشاكيل.. صيانة المحور فى وقت الذروة، ثم التراجع عن ذلك لتكون ليلاً وفى العطلات الرسمية؟.. ألم تكن عندنا شهور الصيف للصيانة؟!

نأتى إلى حكاية الهروب الجماعى من المدارس.. فلماذا يذهبون إن كانوا سيهربون؟.. لا أعرف.. القضية ليست فى المدرسة وحدها.. القضية فى البيت.. لم نعد نسأل.. وإن سألنا: جيت ليه؟.. سيقول: مفيش حد فى المدرسة يا بابا!.. خلاص خلصت الحكاية.. هتعمل إيه هتسيب ابنك لوحده مثلاً.. المدرس فرحان بالهروب.. استريح فى المدرسة علشان يستناهم فى الدرس.. ندفع المصروفات التعليمية مرتين..  الآن عندنا «تعليم موازٍ.. وندفع له»!

أما الكلام عن التحرش فهو إهانة جداً.. يحدث ذلك فى الأعياد، والمناسبات ودخول المدارس.. كلام عن الشرطة السرية.. مباحث آداب وشرطيات يساعدن التلميذات على دخول المدارس أو العبور فى الشارع.. يعنى إيه؟.. أين أخلاقنا وأين قيمنا؟.. هل يعنى أن يمشى كل أب مع ابنته وهو مسلح؟.. هل نشاهد الشوارع وقد تحولت إلى ثكنات عسكرية، لأننا شعب متحرش بطبعه؟.. مأساة أن يكون التحرش هو العنوان لأى تجمعات أو «مناسبات قومية»!

لا يستطيع أى وزير تعليم، ولو كان فرعوناً أن يواجه وحده مأساة من هذا النوع.. لا يستطيع أن يصلح العملية التعليمية بمفرده.. لا يستطيع أن يحافظ على الانضباط بدون اسرة تقف خلفه.. كل البيوت حجزت من شهور الصيف عند مدرسين خصوصيين، ثم يصرخون من الدروس الخصوصية.. فكيف نعالج الأزمة؟.. ولماذا لم نقاطع الدروس؟.. ولماذا لا نقف خلف رغبة الوزير فى إعلان المحافظات خالية من الدروس الخصوصية؟.. المعضلة فين؟!

أفهم أن يستعين الطالب أو ولى الأمر بمدرس خصوصى فى مادة معينة.. أفهم أن يكون الهدف هو تحسين مستوى.. لكن أن تكون «السناتر» بديلاً للمدرسة فهذا هو الغباء بعينه.. المشكلة أننا كلنا نخشى أن نتسبب فى رسوب الولد أو البنت.. رسوب ليه؟.. دعها تنجح بمجهودها، ودعه ينجح بمجهوده.. يدخل ما يحتاج إليه.. الدروس سوف تضيّع وقته، وسوف يعود منها لينام.. جرب مرة تلغى درساً لا يحتاجه ابنك.. كلنا نخشى أن نكون السبب!

أخيراً.. لا تتكلموا عن إصلاح التعليم أبداً، دون أن تفعلوا شيئاً.. ندفع للمدرسين فى المدرسة ولا نتعلم منهم، ونذهب للدرس الخصوصى.. وننفق المليارات على كتب الوزارة، ونلقى بها فى صفيحة الزبالة، ونشترى الكتب الخارجية.. والله حرام!