سوف تتعجب، عزيزى القارئ، عندما تعلم أن مصر تمتلك مدينة علمية استكشافية Discovery City تم إعدادها فى ضوء أحدث المعايير العالمية وافتتاحها فى 7 مايو عام 2008، وتضم المدينة مجموعة من المتاحف العلمية وحديقة استكشافية ومسرحاً تعليمياً مجسم وغيرها من مصادر التعلم المتنوعة، ويتعين ذكر أن هذه المدينة كانت الفريدة من نوعها فى الوطن العربى فى ذلك الوقت ولكن كغيرها من المبادرات التى استهدفت الإصلاح، ولم تجد من يرعاها وآن الأوان كى نسلط الضوء عليها لتحقيق أقصى استفادة.
وبالرغم من أن الهدف من إنشاء هذه المدينة كان تربية الطلاب على التعلم بالاستكشاف، فإنه تم اختزالها فى مجموعة من الرحلات الميدانية لطلاب المدارس قد تعقد فى الإجازة الصيفية.. وكلف السيد وزير التربية والتعليم مؤخرًا السيد الدكتور مدير عام المراكز الاستكشافية بتقييمها وتحديد أوجه الاستفادة منها.. ومع احترامى الكامل للدكتور الفاضل مدير المراكز الاستكشافية، فإننى أتعجب من هذا التكليف، فإن كان سيادته لديه الجديد لكان قد قدمه ومن المنطقى أن يكون القائم بالتقييم طرفاً محايداً، فالطامة الكبرى للمؤسسات الحكومية المصرية أن جهات التنفيذ هى المسئولة عن تقييم نفسها وإن كنا نريد إصلاحًا فعلياً، فلا بد أن نكلف جهات مستقلة بتقويم أداء المؤسسات الحكومية كما يحدث فى مؤسسات القطاع الخاص.
أناشد المسئولين بوزارة التربية والتعليم اتخاذ قرارات حاسمة لتفعيل دور المدينة الاستكشافية التى هدف تأسيسها إلى تحويل التعلم إلى تجربة حياتية تصل بالطالب إلى الشعور بمتعة التعلم وإعمال العقل وعشق القراءة والاطلاع والمنافسة الدولية.. تسعة أعوام على افتتاح هذا الصرح الضخم ولا يعلم بوجوده سوى المتخصصين فى التربية، فهل التقصير من الإعلام، أم من القائمين على هذا الصرح التعليمى؟
مدرس مناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية كلية التربية جامعة العريش
سكرتير الهيئة الوفدية