رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

وبدأ التنفيذ يتم من وراء الجدران ثم كانت السرية فى التنفيذ.

ثم كانت الدعوة البديلة هى «سرية التنفيذ»، ولكن هل حققت السرية أهدافها؟ هل تحقق الزجر والردع؟ هل انتهت الجريمة واختفى عتاة المجرمين؟

وأصبح الجمهور يقرأ عن تنفيذ الإعدام فى جرائد الصباح، فلا تثير انتباهه، ثم إنه لا يتعظ فى كل الحالات، إنه يقرأ ذلك وهو يشرب قهو الصباح فى جريدة الصباح تماماً، كما يقرأ فى الإعلانات اليومية: عن عيد ميلاد، عن الإعلان عن خطبة أو عقد زواج أو إعلان عن وفاة.

إن تنفيذ الإعدام فى سرية لا يؤتى أثره إلا بالنسبة للمحكوم عليه والوسط المحيط به أى أسرته، ولا ردع آخر.

ويقولون: إن المستفيد الوحيد هو «الجلاد» أو «عشماوى» الذى ينفذ العقوبة حيث يحصل أجراً إضافياً عن كل رأس يقطفها من باقى الجسد.

إن بقاء تنفيذ العقوبة العظمى فى قانون العقوبات، إنما هو بقاء للجلاد كما أنه فى إلغاء وظيفة الجلاد إلغاء للعقوبة العظمى من جذورها.

يقول فولتير:

«أى عار يصيب شرف الدولة وهى تدفع الثمن للجلاد ليقتل الناس باسم القانون».

ويصيح فيكتور هيجو فى وجه فرنسا بعد نجاح الثورة: «الآن وقد أطحتم بالعرش، ثوروا من جديد للإطاحة بالمقصلة والجلاد».

وينتهى فيكتور هيجو إلى القول متنبئاً بما سيكون: «لقد بنى المجتمع الفرنسى على ثلاث ركائز هى: آباء الكنيسة، الملك والجلاد».

ومنذ قرون انتهت الدولة الدينية بضياع امتيازات رجال الدين، حقاً «لقد ذهب سلطان الأساقفة».

وفى أوج الثورة اهتز عرش الملوك بل «إن الملوك قد ذهبوا»، والآن حان الحين ليعلو صوت الجماهير مرة ثانية: «إن الجلاد لابد أن يرحل».

وإن كنا رأينا مع التنفيذ العلنى:

ضياع الرهبة من النفوس، ولهو الجماهير، وفقد الموت حرمته.

فإننا نقول مع القائلين حال التنفيذ سراً: «لماذا يتوارى المجتمع خجلاً من «جريمته المشروعة»، وراء الأسوار»؟

<>

ونقول مع كاريل تسمان:

سوف تموت هنا وحيداً.

لكنهم ينظرون إليك وأنت تموت.

موت فى كفن من طقوس.. وكلمات مبهمة.

ليس فيه من رهبة الموت شيء.. إنه بدون معنى.

يدفعونك صوب غرفة ذات ثمانية جدران خضر.

يوثقونك على كرسى معدنى براق، مرتفعة قامته.

«إنهم يذهبون ويحكمون رتاق الباب من خلفهم..

تمتد يد -فى انحناء- تعبث بمفتاح الغاز القاتل.

وفى لهفة ينطلق السم المكبوت يسرى يبحث عن رئتيك

إنك تنشقه، وآخر دقات قلبك فى الوجود

تختلط الرؤى أمام ناظريك

ويضيع العالم كله من حواليك

كل شىء يتم فى هدوء.. والرحيل بلا ضجة

وفى لحظة هى النهاية.. هى كل ما تبقى لك..

تسمو حريتك، وتصعد أنفاسك..

إنها سكرة الموت.

إنها قصة حياة كل غريب فى الحياة.. وراح ما بكت عليه دمعة حنون، ولا أضاءوا ليلة لنعشه الشموع..

وفى مكان موحش كئيب.

وفى حفرة -فى التراب- تفوح من أحشائها عطانة المطر تمايلت صبارة يتيمة تشير:

«هنا غريب ضل الطريق.. وأوقف المسير».