رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

كانت صدمة للدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط ورئيس بعثة الحج، هذا العام وهو يستمع لشكاوى الحجاج المصريين من سوء الخدمة، وسوء المساكن التى وفرتها لهم شركات السياحة وبعض الجمعيات.. فوجئ الوزير أثناء زيارته لمنطقة العزيزية فى مكة المكرمة بشكاوى من جشع واستغلال ونصب ومغالاة شركات معينة، تتاجر فى الحجاج وتسكنهم فى مساكن بعيدة «جداً» عن الحرم، ولا توفر لهم وسائل تنقلهم من مقار إقامتهم إلى البيت الحرام، وتعجب الوزير عندما استمع لشكاوى من تعطل أجهزة التكييف فى عدد من الحجرات، رغم الحر الشديد، ولم يصدق إحدى المصريات عندما أكدت له أن السكن به صراصير وحشرات، ولا تليق بسكن لآدمي، وتعجب من تسكين أكثر من خمسة حجاج فى الحجرة الواحدة.. شكاوى المصريين كانت كثيرة، لكنها- وللأسف الشديد- شكاوى متكررة، سمعها من قبل أشرف العربي، وزراء آخرون رأسوا بعثات الحج قبله.. ووجه «العربي» بسرعة حل مشكلات المصريين، تماماً مثلما وجه من كان قبله بحل ذات المشكلات.. كل رئيس بعثة كان يستمع للمشكلات وينزعج منها، التعليمات والتوجيهات بسرعة الحل، وينفض المولد، وينتهى كل شيء، وتتكرر الشكاوي.

ولو أردنا إدارة جيدة لخدمة الحجاج، لعملنا على المشكلات «المتكررة»، قبل الموسم بشهور، ولتكن هناك مواصفات «جيدة» لسكن «جميع» الحجاج المصريين، يتم بمقتضاها التفتيش ومعاينة المساكن والتأكد من مطابقتها لتلك المواصفات التي تضمن قرب الإقامة وتوفير وسائل لنقل الحجاج بين المساكن والحرم، وتوافر الخدمات، وعدم زيادة عدد الأفراد في كل حجرة عن 3 أفراد.. مطلوب من الدولة أن يكون اهتمامها بالحجاج المصريين أكثر  من مجرد تسليمه فريسة ينهشها الطماعون في شركات السياحة وبعض الجمعيات.

صحيح أن الدكتور أشرف العربي قد أصر على أن يبقى مع الحجاج المصريين الشاكين من سوء السكن وسوء الخدمة في منطقة العزيزية، وصلى معهم صلاة عصر أمس الأول تطييباً لخاطرهم، لكن الأمر يحتاج أكثر من مجرد إظهار الاهتمام والتضامن وتطييب الخواطر. الأمر يحتاج من الدولة المصرية إلى إجراءات صارمة، وجزاءات رادعة للمتلاعبين، المستغلين للحجاج والمتاجرين بهم.. ويتطلب التنسيق مع المسئولين السعوديين لإنهاء إجراءات تفويج الحجاج المصريين بسرعة كما يتم مع بعض الجنسيات الأخرى. فالمصريون يتم «ركنهم» في مطار القدوم ساعات طوالا قبل تفويجهم ونقلهم إلى مكة.

أنا شخصياً ومعى عدد من الزملاء الصحفيين والإعلاميين قطعنا الرحلة من مطار القاهرة إلى مكة فى أكثر من عشرين ساعة، ضاع منها 8 ساعات فى مطار الملك «عبدالعزيز» بجدة ننتظر إجراءات نقلنا إلى مكان التفويج الذى قضينا فيه ساعتين، وضاعت ساعة أخرى عند مكتب المطوف، فى إجراءات بطيئة مملة، لا تحتاج أكثر من دقائق. وإذا كان السعوديون يبذلون جهداً مشكوراً لتنظيم موسم الحج لملايين الحجاج من شتى بقاع الأرض، فإن التنسيق معهم وتقديم الدعم واجب لتسهيل وتيسير أمور ضيوف الرحمن.

وإذا كان فى الحج مشقة، فلا يجب أبداً أن يكون فيه مذلة، فإجراءات استقبال الحجاج وتوزيعهم على مكاتب المطوفين تستغرق ساعات طوالا، وتحتاج إلى التنسيق المطلوب، وتغيير تلك الإجراءات العقيمة.