رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

الرجوع إلى أحضان الأم يغسل كل الهموم ويدفع إلى قهر العقبات والمعوقات ومنغصات المسيرة الحياتية، حيث ينتج انتفاضة كبرى تولد قوة دافعة ذاتية!.. فإلى هؤلاء الذين يعيشون فى كنفها عليهم أن يسارعوا بتأكيد وتوكيد تقبيل يديها وقدميها جوازاً ومجازاً بما يحقق المعنى بل وكل مسار سارت فيه لتوفر حاجة لأسرتها الحبيبة.. وإلى من افتقدوها بعد أن غادرت الدنيا وبلغت بهم شدة الاشتياق ولوعة الفراق تمنى رؤيتها أو محادثتها فى منام.. أو مشاهدة صورة لها تتلألأ على صفحات مياه أنهار أو بحار.. أو رؤيتها قادمة سابحة تحملها أرق نسمات الهواء تنعش به أهلها وذويها.. ما أحلى المسارعة إلى الصدقات الجارية ودوام الدعاء إليها لها آناء الليل وأثناء النهار.. صباح يوم عندما فتحت نافذة الغرفة المطلة على الشارع فإذا بى أرى سيدة تمسك بيد ابنها الضرير، وهو يقفز فى مشيته فرحاً مرحاً محركاً رأسه يميناً ويساراً، وكأنه يرى الدنيا من خلال نور عينيها، كان مظهر الطفل مهندماً نظيفاً فى بساطة مدهشة.. نعمة الرحمن.. دعوت لهما وأن يعين الأم على إكمال رسالتها، فربما يكون هذا الطفل طه حسين أو غواصاً آخر فى بحار النغم.. تدفقت الخواطر وتدافعت عند هذا المشهد وعجزت عن إيقافها فتركت القلم امتثالاً لهذا التدفق الغزير وتداعيات الذكريات المندفعة حتى تتوقف أو تهدأ!.. حقاً الأم نعمة الرحمن لكل البشر.. أكرر لغيرى ولنفسى لو عادت بى الحياة لسارعت بتقبيل يديها وقدميها والأرض التى مشيت عليها لتلبى لنا طلباً!.. شاءت حكمة المولى جل جلاله وثناؤه وتقدست أسماؤه وآلاؤه أن يكون أروع تكريم لها ماثلاً حتى قيام الساعة متمثلاً فى العبرة من السعى مهرولين بين الصفا والمروة، ذكرى لما أدته سيدتنا الحبيبة هاجر من هرولة جادة بين القمتين ذهاباً وإياباً مبتهلة متضرعة فى خشوع للسماء أن تجد ما تسقى به وليدها.. فكانت الاستجابة والمعجزة.. كرم الخالق الأم فجعل الجنة تحت أقدامها.. هى التى جاءت بوصية خير الأنام ثلاث مرات تسبق فيها الأب، والزوجة هى الجزء الأعلى والأغلى من موضع النفس، لأنها وحدها ولا شىء سواها يعدلها فى جزء أو كل من السكنى، كما ليس لغيرها ما يحق لها من مودة ورحمة!.. وهى وبها ما يترتب على الزوجية من أبناء بنين وبنات استمراراً للحياة! والبناء الأسرى.. الوحدة تتكون من نصفين متكافئين تماماً.. فالزوج والزوجة يكونان جسداً واحداً!.. ولكن، ومع ذلك، الوحدة الواحدة التى هى لبنة البناء والتى تتكون من نصفين متكافئين فإنهما غير متساويين أو متشابهين.. والادعاء بغير ذلك تسطيح وعبثية قول!.. وما يتردد كثيراً عن حقوق للمرأة أو للرجل هنا أو هناك وما يثار عما يرد فى الدستور ليس هو القضية المعينة وإنما فى ثلاث كلمات القضية هى حقوق العمل.. وليس حقوق المرأة والرجل!