رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

ستبقى هناك أشياء صغيرة فى قمة الكبار، ولكن لن ينساها أحد، وقد تغطى على أحداث القمة.. لاحظ كثيرون أن أوباما كان موجودًا وغير موجود، فلا الكاميرات تلاحقه مثل بوتين، ولا اهتمام الصينين به مثل اهتمامهم بالدب الروسى.. ظن البعض فى لحظة أن أوباما لم يحضر.. ومن المثير أنه حين وصل إلى أرض المطار، لم يجد استعدادًا كافيًا، لدرجة أن استقباله وصف بالمهين.. فلم يخرج أوباما من الباب الرسمى، ولكن خرج من باب الطوارئ!

المراقبون قالوا إن ما حدث كان شبه متعمد.. وقالوا إنها بادرة خرقت الأعراف الدبلوماسية.. لكن حين هبط ولم يجد سجادة حمراء، تأكد المراقبون أن الحكاية متعمدة، وربما تكون رسالة.. أوباما يخرج من باب الطوارئ، ثم لا يجد سجادة حمراء.. فماذا يعنى هذا؟.. معلوم أن هذه هى القمة الأخيرة التى يحضرها أوباما كرئيس للولايات المتحدة، لكنه مازال يمثل أمريكا حتى الآن.. والبروتوكول له ضوابط محددة جدًا فى استقبال زعماء العالم!

على الجانب الآخر، استقبلت بكين عددا من الزعماء وفقا لمقتضى مراسم الاستقبال الرسمية، وتم توفير السجادة الحمراء لضيوف قمة الكبار، إلا أوباما سقط من حسابات الاستقبالات الرسمية.. وتناقلت الأنباء أن أوباما استمع إلى مشادات كلامية بين دبلوماسيين صينيين وأمريكيين، حين صرخ أحد المسئولين الصينيين: «هذا بلدنا، وهذا المطار لنا».. أحد الدبلوماسيين المكسيك قال إن استقبال أوباما كان مدبرًا، والشواهد كانت تؤكد ذلك!

بالتأكيد هذه الأمور لا تحدث عن طريق الخطأ.. وبالتأكيد هناك رسالة لأمريكا عمومًا وأوباما خصوصًا.. لكن ما لا أفهمه لماذا فعلت الصين ذلك فى نهاية عهده، وليس فى بدايته؟.. ما الذى تريد أن تقوله؟.. هل تريد أن تقول إن أوباما أقل من أى رئيس آخر؟.. هل تريد أن تقول إن الصين هى الأكبر فى عالم الكبار؟.. هل تقول إن زمن أمريكا انتهى، وأن القوة الأعظم تأتى من الشرق؟.. رسائل عديدة لو كانت الحكاية متعمدة وليست صدفة!

الحكاية ليست مجرد شكوك من جانبى، ولا هى محاولة للنفخ فى النار من جانب من لاحظوا إهانة أوباما.. مستشارة الأمن القومى سوزان رايس نفسها قالت إنها فوجئت بطريقة التعامل مع وصول الرئيس، وقالت: «لقد فعلوا ما لم يكن متوقعا». إذن هى أشياء صغيرة فى قمة الكبار، لكن لها مغزى كبير.. وقد تؤدى لأزمة دبلوماسية.. أو قد تعكس وجود خلافات بين القوتين الأعظم.. لكن هذا الاستقبال المهين ليس له ما يبرره على الإطلاق!

هناك من يرى أن الصين بدأت تودع حالة التواضع والأدب، وتتصرف بغطرسة القوة.. وأنا شخصيًا لا أرى ذلك.. خاصة أن الرئيس الصينى استقبل قادة الوفود بشكل محترم ولائق.. كما أنه أعطى اهتمامًا خاصًا بمصر فى هذه القمة، التى تحضرها لأول مرة.. وكان الرئيس السيسى يمشى فوق السجادة الحمراء بمعنويات عالية.. وأعطى إشارة بأنه يحمل فوق كتفه حضارة سبعة آلاف عام، وخلفه شعب عظيم، وأمامه مستقبل كبير لوطن عظيم!

أخيرًا، قمة الكبار لا تخلو من أشياء صغيرة.. وقد يكون ما جرى مع أوباما رسالة متعمدة.. وقد يكون الاهتمام ببوتين رسالة متعمدة أيضًا.. الفرق واضح.. لكن سيبقى الخروج من مؤخرة الطائرة رسالة لا تحتاج إلى من يفك شفرتها!