رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

أحوالنا

عانت مصر على فترات متباعدة من أزمات سياحية أضيرت فيها صناعة السياحة بشكل كبير نتيجة لاعمال ارهابية استهدفت السائحين بشكل مباشر حتى لو لم يكونوا طرفا فى خلاف او نزاع يستوجب ايذاؤهم. وربما كانت أزمة السياحة الحالية التى نجمت عن إسقاط الطائرة الروسية واحدة من أشد هذه الأزمات وطأة على كل العاملين فى هذه الصناعة، ذلك لأنها طالت عما كان متوقعا، ولأنها مع تطور السياحة فى مصر، أصبحت تؤثر فى أعداد كبيرة من البشر ما بين عاملين فى الفنادق والمطاعم ووسائل النقل وأماكن الترفيه المتنوعة والمختلفة، وزيارة واحدة إلى أماكن السياحة المعروفة فى مصر مثل مدينة الأقصر أو أسوان أو شرم الشيخ تظهر مدى وعمق هذه الأزمة. ولم يقتصر الأمر على ما لحق بقطاع السياحة من أذى، ولكنه امتد أيضا إلى جميع المصريين. فقد أدى نقص اعداد السائحين إلى نقص العملات الصعبة، الأمر الذى أسهم فى أزمة الدولار التى ظهر تأثيرها فى كل جوانب الحياة فى مصر. ولا مخرج لهذه الأزمة إلا بعودة السياحة إلى سابق عهدها، كما ان تطور مصر وازدهارها يرتبط ارتباطًا وثيقًا بنمو السياحة والتوسع فى بنيتها الاساسية. لا شك فى ان السياحة ستعود إلى مصر، مثلما عادت بعد أزمات مشابهة. ولكن ينبغى استغلال فترة التوقف هذه للعمل على تحقيق نهضة سياحية مستدامة وغير مسبوقة تتمكن فيها مصر من الوقوف على قدم المساواة مع الدول السياحية الكبرى مثل فرنسا وإسبانيا وبريطانيا. فما عند مصر لا يوجد عند غيرها وحرام ان تهدر مثل هذه الطاقات الطبيعية والثقافية والبشرية دون ان تجلب الخيرات المرجوة منها.

ومن أجل تحقيق الأهداف المرجوة من وراء السياحة فى مصر، لا بد من التعرف على ما يرجوه السائحون من وراء زيارتهم لبلدنا، إلى جانب التعرف على أوجه النقص التى يشكون منها والتى قد تحد من تزايد اعداد السائحين الذين يزورون مصر. وينبغى الا نركن فى تحقيق ذلك إلى آراء الخبراء او المهتمين بشئون السياحة وحدهم، بل يجب استطلاع آراء السائحين أنفسهم فهم الأقدر على كشف مثل هذه الأمور. وفى هذا السياق تحضرنى واقعة حدثت فى الثمانينات من القرن الماضى حيث زار السيد توفيق عبده إسماعيل وزير السياحة آنذاك العاصمة اليابانية طوكيو بهدف حفز السياحة اليابانية إلى مصر والترويج لها. ولهذا الغرض قمت بوصفى المستشار الإعلامى بالسفارة المصرية بإعداد مؤتمر صحفى للوزير التقى خلاله بالمعنيين بالصحافة السياحية فى اليابان. وكانت المفاجأة فى هذا المؤتمر ان كل الموجودين بلا استثناء عبروا عن شكوى السائح اليابانى من نقص دورات المياه فى الأماكن السياحية فى مصر ومن عدم نظافة الأعداد القليلة الموجودة منها. ورغم مرور كل هذه السنوات فإننى اعتقد ان هذه الشكوى لم تجد طريقها إلى الحل حتى الآن رغم أهميتها القصوى.

ومن الأمور التى تحد من نهضة السياحة فى مصر عدم الاهتمام بالنظافة على مستويات عديدة. فيكفى ان نشاهد تلال الزبالة التى تتراكم فى العديد من المناطق وما تخلفه من روائح تزكم الأنوف ومن ذباب يتطاير حول البشر ويتفنن فى تنغيص حياتهم. أما الأماكن السياحية وما تبتلى به من جحافل المتسولين فحدث ولا حرج. وأخيرا وليس آخراً هناك الشكوى الدائمة من فوضى المرور التى تشعر السائحين بالصدمة من جراء الأخطار التى يتعرضون لها أثناء ركوبهم مع سائقين متهورين، أو أثناء مغامرتهم بعبور شوارع المحروسة. ربما كان تدهور النشاط السياحى فى مصر حاليا ناجما عن تدخل حكومات، ولكن نقص نصيب مصر من السياحة المستحقة هو بلا شك نتاج كل ما أوردناه من مشكلات تحيط بالسياحة وتكاد تخنقها دون أى تدخلات خارجية.

ان ما تشهده مصر حاليا من أعمال بناء جبارة فى بنيتها الأساسية يجب ان يواكبه عمل لا يقل أهمية فى التخلص من كل السلبيات التى تعوق حركة التقدم فى كل المجالات وخاصة فى مجال السياحة.