يا حليلك يا شعب السودان ونحن نقرأ فى الصحف ما فعله فيضان النيل بالناس فى القرى والمدن من قتل وتشريد عشرات الآلاف بعدما هجروا بيوتهم الغارقة وأيديهم ترتفع للسماء طالبة النجدة السريعة من الشعوب الصديقة وفى مقدمتها مصر، التى دعوناها فى الأسبوعين الماضيين لسرعة نجدة شعب السودان، وطالبنا الهلال الأحمر المصرى بحملة جمع تبرعات ومواد إغاثة للمتضررين من الفيضان، وليت القوات المسلحة المصرية ترسل على وجه السرعة قافلة من طائرات الإغاثة بالخيام والبطاطين والأغذية والأدوية وطاقماً كبيراً من الأطباء والمسعفين.
هذا واجب مصر حكومة وشعبا طبقاً للقاعدة الشرعية القائلة «الغُرم بالغنم» فما دامت مصر حكومة وشعبا تنعم بخيرات الفيضان الكبير هذا العام والذى يلحق أضراراً جسيمة بشعب السودان الشقيق، فمن واجبها أيضاً أن تلبى نداء النجدة والمساعدة العاجلة للمضرورين من الفيضان الذى جاء هذا العام أعلى من أى فيضان خلال المائة عام الماضية كما قالت التقارير الدولية.
ولا تكفى المؤازرة بالكلام والمواساة، بل بالعمل السريع الناجز حتى لا ينطبق علينا قول ربنا سبحانه وتعالى «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون». وهكذا بدأت بنفسى وأرسلت يوم الثلاثاء 23 أغسطس خطاباً بالبريد الدولى السريع لسعادة سفير السودان بالقاهرة مرفقاً به شيك على بنك مصر، وليت القادرين من رجال الأعمال يفعلون مثل ذلك دعما ًللروابط الأزلية بين شعبى وادى النيل.