رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لى

شريف صالح كاتب شاب مثير للإعجاب والدهشة! فهو صحفى وكاتب قصة قصيرة وكاتب أطفال أحياناً وأخيراً أنجز رواية طويلة تعاقد عليها فى الدار المصرية اللبنانية وهو يمارس النقد السينمائى والمسرحى ويقيم ورش عمل للأطفال، ورغم تواجده الدائم فى الكويت إلا أنه مشتبك بشكل إيجابى وفاعل مع الحياة الثقافية فى مصر عن طريق الكتابة فى الصحف الأدبية والفيس بوك الذى يكتب فيه أحياناً ما يندرج تحت الخواطر، وفى أحيان كثيرة ما يرتقى إلى النقد الأكاديمى والدراسات الأدبية الجادة، وبرغم تألقه فى كل المجالات إلا أنه مخلص بشكل خاص لفن القصة القصيرة، التى يحاول هو ومجموعة من جيله المخلصين لهذا الفن الجميل إعادته إلى الساحة الأدبية مرة أخرى بعد طغيان الرواية على أغلب الأجناس الأدبية التى أعتقد أن انتشارها بهذا الشكل الكبير هو اقترابها من فنون البوح والفضفضة والتعبير عن الذات أكثر من اقترابها للأدب فى أغلب الأعمال.

وقد أنجز شريف صالح أكثر من مجموعة كانت لافتة ولاقت ترحيبًا كبيرًا فى الأوساط الأدبية وحاصدة للجوائز فى نفس الوقت، وفى زيارته الأخيرة للقاهرة احتفى الوسط الثقافى والأدبى بمجموعته الأخيرة (أحلام النائم) التى أصدرتها مؤسسة أخبار اليوم.

المجموعة تتنوع أحلامها بين الواقعى والعبثى ولكنها فى أغلبها تفضى بنا إلى عبثية الحياة، وانكسار البشر وحيرتهم أمام المجهول؟

وتتميز المجموعة بروح السخرية والفكاهة فى أحيان كثيرة وتتميز أيضاً بالتجسيد الشديد للأحداث مع لغة خاصة منحوتة بعناية رغم بساطتها مع استخدامه لأساليب مختلفة وألعاب أدبية شيقة يفاجئ بها القارئ والتى تقترب فى أكثر من حلم من ألعاب الأطفال وخبثهم، حيث يمارس كل فنون المخاتلة والمراوغة التى تحير القارئ وتدهشه، فالنهايات لديه تحمل مفاجآت ومواقف غير متوقعة على الإطلاق، وبالرغم من أن الكاتب يطلق عليها أحلامًا إلا أنها تتعرض لحياتنا وواقعنا بأشكال مختلفة منها الواقعى والفانتازى واللامعقول والتراثى، حيث استخدم كل خبراته وثقافته العربية فى هذه المجموعة الصغيرة والمكثفة.

فى قصة (بحيرة الطين) وفى آخر مقطع يختتم المجموعة بهذه الكلمات: (كنا نجرى ونجرى ونجرى وبقوة داخلية هائلة وصلنا إلى بحيرة لا حدود لها، بحيرة من طين لزج ورائحة روث.. لا هى جافة ولا هى تغمرها المياه.. رحنا نغوص فيها بأجسادنا العارية المتعبة.. حيوانات مائية تفقم حولنا فى بحيرة الطين لكننا لا نرى هيئتها! لا أحد منا يعرف كيف ولماذا جاء إلى هنا؟! فقد استسلمنا للزوجة ودفء الطين.. ومن أعلى صوت ليس بشرياً.. نادانى «مرحباً بك أيها الفائز»)

فهل علينا أن نصدق شريف صالح.. إنها فعلاً أحلام.