رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

لماذا أصبحنا شعبًا مُتسرعًا عالي الصوت مُندفعًا مُتهورًا؟.. المتخصصون أرجعوا ذلك إلى معاناة الناس اليومية، ووضعوا «أزمة المرور» والاختناق فى الشوارع على قمة ما أفسد هدوء وصبر المصريين.. ورغم اهتمام الدولة بسرعة حل مشكلة المرور، إلا أن أحداً لم يتحرك بجدية لفض الاشتباك فى الشارع المصرى.. وأزمة المرور لا تخص القاهرة وحدها، فهى مشكلة كل المحافظات: مدنها وبعض قراها أيضاً، وجهود الحل التى يبذلها رجال المرور لا تسفر أبداً عن تحقيق سيولة ، لأسباب كثيرة لعل أهمها الاهتمام الكبير من رجال المرور وانشغالهم بتحرير المخالفات وتحصيل الغرامات، على حساب أعمالهم المبدئية فى تسهيل الحركة.

وإذا كانت المشكلة مزمنة وقديمة إلا أن وسائل الحل كثيرة، وأهمها عند الدكتور أحمد درويش وزير الدولة للتنمية الإدارية الأسبق، والرئيس الحالى للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وسبق أن طرحها عام 2009 فى مبادرة أطلق عليها اسم «بيتك مكتبك»، ولم تجد عقولًا تستوعب الفكرة وتستسهل التنفيذ وقتها. وهى مُبادرة شاملة مضمونة النتائج ليس فى مجال المرور فقط، ولكنها وسيلة لتوفير الطاقة المُهدرة، والوقت المُبدد بلا فائدة.. ومبادرة «بيتك مكتبك» تدعو لأن يؤدى «بعض» الموظفين فى القطاعين الحكومى والخاص أعمالهم من منازلهم باستخدام تكنولوجيا الاتصالات والتواصل عبر الانترنت. فهناك وظائف بالفعل من الممكن أداء مهامها عن بعد، دون النزول إلى الشارع والانتقال بالمواصلات لمكان العمل لأدائها. وهذه الأعمال من السهل تقييمها وتقييم أداء القائمين عليها.. فهناك ملايين العاملين والفنيين والموظفين من الممكن ألا ينزلوا إلى الشارع والانتقال لأعمالهم لأداء مهام وظائفهم.. ومؤكد أن تنفيذ هذه المبادرة الآن يسهم إلى حد بعيد فى حل مشكلة المرور في العاصمة وغيرها من المحافظات. وهو حل لو شاركه حلول أخرى لحلت المشكلة وانفكت الأزمة ولو مؤقتاً.. لأن الحل الأمثل لمشكلة المرور فى العاصمة «القاهرة»، أبعد من أن يدوم كثيراً مع الزيادة المستمرة لعدد سكانها.

والمهم الآن أن نبدأ فى تنفيذ مبادرة الدكتور درويش التى تأخرت سنين، فلربما كانت سبباً فى تحقيق انفراجة واسعة للاختناق المرورى الذى يخنقنا جميعاً، ووفرت وقتًا وجهدًا لو وجهناه للعمل لكان الحال أفضل ما نحن عليه.