رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علي فين؟

انزعج كثيرون مما ذكرته مجلة «الإيكونوميست» البريطانية، حين قالت إن مصر تتجه للدمار، وإن ما يحدث لمصر سوف يكون نهاية للربيع العربى.. هؤلاء تأثروا بتنبؤات سابقة عن «مبارك» فى شهوره الأخيرة، حين رسمته على وجه «أبوالهول» يغرس فى الرمال.. وهؤلاء تأثروا أيضاً بما ذكرته المجلة الشهيرة عن ثورة 2011، ثم نهاية دولة «المرشد» وسقوط «مرسى».. وهكذا.. ولا أظن أن المجلة كانت موفقة حين قالت «مصر إلى دمار»!

ولو حضرتك رجعت بالذاكرة، سوف تكتشف أن المجلة ركزت على مصر فى مناسبات مختلفة.. خلال الثورتين ثم بعد ذلك حين قالت إن مصر تفقد سيطرتها على سيناء.. ومضت الأيام فإذا مصر تحكم قبضتها على سيناء وتقهر الإرهابيين.. ولا يوجد شبر واحد خارج السيطرة.. لم تعد المجلة لتقول مثلاً مصر تستعيد قبضتها على سيناء.. ثم راحت تقول إن «السيسى» يقود مصر إلى الهاوية.. فهل هذا إعلام أم سياسة؟.. هل هو صحافة أم إعلان؟!

ما لا يمكن تجاهله أن الصحف التى كنا نتغنى بحيادها ومصداقيتها ذهبت فى مهب الريح.. تحولت إلى شقق مفروشة.. من يدفع لها «يفعل ما يشاء».. التنظيم الدولى جاهز بدولاراته.. وبالتالى يكتب عن الرئيس المنتخب قائد الانقلاب.. ويكتب أن «السيسى» يقود مصر للهاوية.. ويكتب مصر تفقد سيطرتها على سيناء.. هذه ليست صحافة.. لكنها دعاية سوداء رخيصة.. لا يمكن الاعتماد عليها، ولا القياس على تنبؤات سابقة كانت لها مؤشرات!

هناك ملاحظة أساسية، وهى أننا نسقط عن عمد متغير الثورة فى تقييم الأمور.. لسنا مثلاً فى ظروف عادية.. المشكلة أنه لا أحد يدرى أننا كنا فى ثورتين.. واحدة منها فقط فككت دولاً كبرى، وأعادت بعضها إلى عصور ما قبل الدول.. فما بالك بثورتين؟.. كثيرون يحللون الأشياء كما لو كنا فى ظروف عادية.. ينسون أن «مصر تقف على قدميها».. ولو أحسنت «إيكونوميست» لقالت مصر تقف على قدميها، فى ظل وجود مشروعات عملاقة!

معناه أن التقييم السابق، أو التنبؤ الذى قدمته خرافة.. لا ينبغى أن يزعج أحداً، ولا ينبغى أن يخيف أحداً.. المؤشرات تقول إن مصر تتعافى.. حتى ولو كانت هناك مفاوضات مع صندوق النقد.. الصندوق لن يتصدق علينا فى نهاية المطاف.. هو فى الأول والآخر يقدم قروضاً حين يضمن سدادها.. لماذا لم تقرأ «إيكونوميست» عن تقديرات تقول إن الاقتصاد المصرى «واعد»؟.. صحيح نحن نحتاج إلى عمل كبير جداً، لكننا لا يمكن أن نتجه إلى دمار!

وحتى تتأكدوا أن ما تقوله المجلة ليس صحافة ولا مهنة ولا أى شيء.. ارجعوا إلى ما قالته قبل ذلك أيضاً.. فقد قالت فى رسالة سابقة إن «السيسى» يأخذ مصر إلى أسفل نحو طريق مسدود.. إذن هى دعاية سوداء مدفوعة الأجر.. ليس لما تقوله قداسة.. وقبلها كانت «الجارديان» و«الواشنطن بوست» و«رويترز» وأكاذيبها و«اسوشيتدبرس» التى لها موقف معاد من الجيش المصرى.. وكلها مواقف تخل بالمهنية والحياد، وتنطبق عليها الدعاية السوداء!

 

آخر كلام:

بعيداً عن الهاوية والدمار وفقدان السيطرة، وأكاذيب صحف ومؤسسات دولية مسيسة، مصر تحتاج إلى العمل والإنتاج والاستثمار.. مصر تحتاج لكل الطاقات حتى تنطلق من عثرتها.. مصر هتعدى وتقف على قدميها مهما كان.. فلم تنل منها ثورتان، ولم تفككها كما حدث لغيرها.. انقلاب تركيا سوف يؤخرها عقوداً، فما بالك بدولة مرت بثورتين ومازالت واقفة؟!